تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

افتتاح الحقل التجريبي للممارسات الزراعية بإقليم بولمان لدعم التدبير الجيد للموارد المائية 

افتتاح الحقل التجريبي للممارسات الزراعية بإقليم بولمان لدعم التدبير الجيد للموارد المائية 

تماشيا مع استراتيجيتها في مجال تطوير الآليات والإجراءات والوسائل اللازمة لتدبير مندمج ومستدام للموارد المائية، نَظّمت وكالة الحوض المائي لسبو بشراكة مع وكالة التعاون الدولي الألماني GIZ، يوم الإثنين 27 نونبر 2023، بدوار آيت سعيد أوحدو بجماعة كيكو بإقليم بولمان، اليوم الافتتاحي للحقل التجريبي للممارسات الزراعية، الذي يدخل في إطار مشروع: "دعم تدبير الموارد المائية للتخفيف من حدة الفقر وتعزيز قدرة الساكنة القروية على مواجهة آثار تغير المناخ"، موضوع اتفاقية شراكة بين الوكالة الألمانية ووزارة التجهيز والماء.

وقد عرف هذا اليوم الافتتاحي حضور متميز تجاوز 200 شخص، إذ حضر أشغاله عدد من الشركاء والمتدخلين في مجال الماء وثلة من المسؤولين عن تدبير شؤون المنطقة، حيث شهد اللقاء حضور ممثلي كل من: وزارة التجهيز والماء، السلطات المحلية، الجماعات الترابية، المديرية الإقليمية للفلاحة ببولمان، عمالة إقليم بولمان، مجلس جهة فاس - مكناس ، الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لجهة فاس- مكناس، المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بإقليم بولمان، الوكالة الوطنية للمياه والغابات لجهة فاس-مكناس والجمعيات والتعاونيات الفلاحية، وكذا مستثمري وفلاحي المنطقة.

إفتَتَح مدير وكالة الحوض المائي لسبو السيد عبد الله بوراق أشغال هذا اللقاء بكلمة توجيهية، رحّب من خلالها بالساكنة وبالضيوف الكرام، مؤكدا في مستهل مداخلته أن الموارد المائية الجوفية بجُلّ الطبقات المائية بحوض سبو تعرف تراجعا كبيرا بفعل تزايد الطلب عليها لتلبية حاجيات القطاع الفلاحي من مياه السقي، إضافة إلى انخفاض معدلات تساقط الأمطار وتعاقب موجات الجفاف، حيث تم تسجيل خلال السنة الهيدرولوجية الحالية عجز بنسبة 50% على مستوى التساقطات المطرية بإقليم بولمان، مما أثر بشكل مباشر على الأنشطة الفلاحية التي تتميز بها المنطقة، مشيرا إلى أن المغزى من إنجاز هذا المشروع هو إشراك الفئة الأكثر هشاشة في المناطق القروية وتنويع مصادر الدخل لديها، وكذا تحسين ظروفها المعيشية، ولا سيما من خلال تعزيز قدرتها على التكيف في مواجهة التأثيرات المختلفة للتقلبات المناخية.

ومن جانبها، أكدت السيدة مريم المداني، وهي المستشارة التقنية المكلفة بهذا المشروع، أن الهدف من وضع هذا البرنامج هو تعزيز صمود الساكنة القروية لمواجهة تغير المناخ وندرة المياه عبر تدبير جيد ومعقلن للموارد المائية. ومن جهتها، أبرزت ممثلة وكالة التعاون الدولي الألماني GIZ، السيدة آن شابونيير، كافة المبادرات التي يقومون بها في مجال تكوين ومواكبة فلاحي المنطقة من خلال تشجيعهم على الانخراط في الزراعات الإيكولوجية والبديلة، وكذا تبني سلوكيات وممارسات أثناء أنشطتهم الفلاحية بشكل يراعي المحافظة على الماء وترشيد استعماله. 

وقد شهد هذا اللقاء كذلك عدة تدخلات من طرف عدد من الشركاء والمتدخلين في مجال الماء، والذين أكدوا بدورهم على ضرورة تعميم هذه المبادرة على سائر الدواوير المجاورة بهدف الوصول إلى مناعة شاملة وقدرة على الصمود وتحسين نمط العيش بالوسط القروي، مما يقتضي تعبئة شاملة وتظافر كافة الجهود بين جميع الفاعلين من أجل إنجاح هذا المشروع الهيكلي وتحقيق الأهداف المتوخاة منه.

وإلى جانب ذلك، عرف اللقاء برمجة جولة استطلاعية إلى حقل السيدة فاطمة صبحي، وهي فلاحة مثابرة من دوار آيت سعيد أوحدو والتي أعطت معنى آخر للفلاحة من خلال توجهها إلى انشطة فلاحية تراعي الاقتصاد في الماء وحسن تدبيره، حيث استفادت من التكوين والتمويل والمواكبة في مشروعها الخاص والمتعلق بالأعشاب الطبية والمنسمة والنباتات العطرية، وكانت مناسبة للوقوق على بعض اختياراتها الزراعية الناجحة، وكذا بعض الممارسات والسلوكيات القادرة على التكيف مع ندرة الموارد المائية، على أساس تعميمها على باقي ساكنة المنطقة.