تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إحداث محطة متنقلة لتحلية مياه البحر لضمان مياه الشرب لأزيد من 45 ألف نسمة بجماعات قروية بآسفي

إحداث محطة متنقلة لتحلية مياه البحر لضمان مياه الشرب لأزيد من 45 ألف نسمة بجماعات قروية بآسفي

في قرية سيدي بوشتة المغربية لم يتوقع السكان الذين يعيشون على صيد السمك، يوما أنهم سيروون عطشهم بفضل مياه المحيط الأطلسي بعد تحليتها بفضل محطات متنقلة، في تقنية باتت أساسية لمواجهة الجفاف.
بالقرب من هذه القرية الواقعة في إقليم آسفي، أُقيمت منشأة متنقلة صغيرة مؤلفة من صهريجين وحاويتين فوق رمال شاطئ رأس بدوزة، تعمل على تحلية المياه لتُوَزَّع على نحو 45 ألفا من سكان القرى المجاورة.


بينما تعتمد مدن ساحلية عدة منذ العام 2022 على مصانع التحلية التقليدية لتلبية حاجياتها كليا أو جزئيا من مياه الشرب، لجأت السلطات إلى هذه المحطات الصغيرة المتنقلة التي "مكنت من تفادي الأسوأ"، حسب ما أكد مدير الوكالة المحلية لتوزيع الماء والكهرباء، ياسين الملياري.
فبعد ست سنوات متتالية من الجفاف، لم يعد سد المسيرة الواقع على بعد حوالى 220 كيلومترا شمال آسفي، قادرا على تلبية حاجات المنطقة من مياه الشرب، على غرار كل سدود البلاد التي لا يتجاوز مخزونها معدل 30 بالمئة.
إزاء الإجهاد المائي الحاد، جهزت المصالح المختصة 44 محطة تحلية متنقلة اعتبارا من أبريل 2023، فيما ثمة 219 أخرى في طور الإعداد، لتلبية حاجيات نحو 3 ملايين من سكان الأرياف، وفق معطيات رسمية.


يقول الملياري إنه يمكن لهذه المحطات الصغيرة إنتاج 360 إلى 3600 متر مكعب يوميا من المياه ما يجعلها "الحل الأفضل لسهولة تركيبها وإمكانية نقلها" مشددا أيضا على كلفتها المنخفضة التي تقارب 1,3 مليون دولار في المتوسط للوحدة.
في غفلة من المصطافين، تضخ مياه البحر من شاطئ رأس بدوزة، وتخضع للمعالجة قبل أن تضاف إليها المعادن الضرورية، ثم تنقل في صهاريج لتوزع على سكان القرى المحتاجة "يوميا بالمجان في مجال يصل حتى 180 كيلومترا"، على ما يؤكد السيد الملياري.


يقول الصياد المتقاعد خير حسن البالغ 74 عاما، إنه حتى وقت قريب كان سكان قرية سيدي بوشتة يعتمدون على المياه الجوفية "لكنها نضبت مؤخرا.. لم نشهد مثل هذا الوضع منذ الثمانينيات".
عموما تنذر التوقعات باستمرار الجفاف في أفق عام 2050، حيث يرتقب تراجع الأمطار (-11 بالمئة) وارتفاع درجات الحرارة (+1,3 درجات)، وفق دراسة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

ويُعَوِّل المغرب على مياه البحر أيضا لإنقاذ الزراعة التي خصص لها عام 2023 قرابة 25 بالمئة من المياه المحلاة في 12 محطة، وفق وزارة التجهيز والماء. ويستهلك هذا القطاع أكثر من 80 بالمئة من موارد البلاد المائية، ويوظف ثلث اليد العاملة النشطة.
لكن الأولوية تعطى لتوفير مياه الشرب بعدما واجهت مدن بأكملها خطر العطش، مثل آسفي التي انقطع ربطها بسد المسيرة ثاني أكبر سدود البلاد.