الاستمطار الصناعي .. طوق نجاة من ندرة المياه ؟
في ظل توالي سنوات الجفاف وتراجع التساقطات المطرية، تنحو مختلف دول العالم نحو تقنية "تخصيب السحب"، كحل متبكر يبدو أكثر نجاعة لضمان هطول الأمطار، طفرة في مجال الاكتشافات العلمية شجعت أزيد من 60 دولة حول العالم على اعتمادها، من بينها المغرب وبعض بلدان منطقة الشرق الأوسط، قصد تدارك تهديد تراجع المواد المائية.
وتعود أول محاولة لاستثارة وحفز السحب على إسقاط محتواها من الأمطار في القرن 17، حينها حاول القائد الفرنسي نابليون بونابرت إطلاق القذائف نحو السماء بهدف تفتيت السحب وحثها على إسقاط الأمطار، مذّاك وإلى اليوم تطورت الأبحاث والتجارب إلى أصبح الاستمطار الصناعي يتم باستخدام الطائرات أو الصواريخ المحملة بمحفزات كيماوية مثل يوديد الفضة.
وكانت المملكة المغربية قد اعتمدت لأول مرة تقنية تلقيح السحب سنة 1984، بأمر من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وذلك بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، فيما عملت المديرية العامة للأرصاد الجوية خلال السنوات الماضية على تسخير هذه التقنية من خلال برنامج "الغيث"، حيث جرى خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح نونبر 2021 و10 أبريل 2022 تنفيذ 27 عملية تلقيح، ومن نونبر 2022 إلى أبريل 2023 تم تنفيذ 22 عملية.
بالرغم من كون الاستمطار الصناعي حلا واعدا لخفض حدة الاحتباس الحراري وتجاوز التهديدات المرتبطة بندرة المياه، إلا أنه يضل مكلفا، إلى جانب ارتباط نجاح هذه العملية بتوفر ظروف جوية مواتية معينة، فضلا عن الجدل الدولي بسبب غياب تشريع يقنن ملكية السحب، إذ إن الغيوم بموجب القانون الدولي لا تعود لأي شخص ولا يمكن امتلاكها، وفي هذا الإطار بادرت مقاطعة كيبيك الكندية لسن قانون يحظر استخدام تقنية الاستمطار.