البحث العلمي والتقني.. المغرب يواصل جهوده لإيجاد حلول مبتكرة من أجل مواجهة الإجهاد المائي
في سياق تحديات الإجهاد المائي التي تواجه المغرب، باعتباره واحدًا من البلدان الأكثر تضرراً من تأثيرات التغيرات المناخية على الصعيد العالمي، أصبح لزاما مواجهة الرهانات المائية التي يفرضها الوضع المائي ببلادنا واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوز الأزمة المائية الحالية، مما يُبرز أهمية البحث المستمر عن حلول مبتكرة وتعزيز البحث العلمي لضمان الأمن المائي وتحقيق التنمية المستدامة.
إذ يلعب البحث العلمي دورًا حيويًا في مواجهة تحديات تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة، حيث يظهر جلياً أهمية الاستثمار بشكل كبير في هذه المجالات، إضافة إلى التشجيع على تبني تقنيات حديثة تضمن استدامة الموارد المائية، مع مراعاة البحث العلمي أيضا لإنتاج المياه العذبة، خاصة في المناطق الاستراتيجية.
ونتيجة للجهود المبذولة في هذا الإطار، تم الخروج بحلول فعالة متمثلة في محطات متنقلة لتحلية مياه البحر، موزعة على مختلف جهات المملكة، ما يسمح بتنويع مصادر إنتاج وتوزيع المياه الصالحة للشرب، علاوة على حلول أخرى مبتكرة رأت النور عقب تكثيف الجهود في مجالات البحث والتطوير ببلادنا.
ومن جهة أخرى، تتمثل فوائد تعزيز البحث العلمي في بناء كفاءات قادرة على توعية المجتمع بطرق علمية، وزيادة التحسيس بمخاطر الأزمة المائية الحالية، من أجل تغيير سلوك المجتمع تجاه استهلاك المياه، الأمر الذي يتطلب التفاعل الإيجابي من المواطنين والقطاعين العام والخاص لتحقيق تحول نوعي نحو تدبير أفضل لهذا المورد الحيوي.
وجدير بالذكر أنه يتواصل عقد اللقاءات والملتقيات العلمية المتعلقة بمستجدات القطاع المائي على غرار الملتقى الوطني للماء بالدار البيضاء، وإعداد خطط العمل في إطار تشاركي، سعياً إلى تجاوز وضعية الإجهاد المائي الراهنة، وذلك وفقاً للتوجيهات الملكية السامية التي تعمل الحكومة بدورها على تنزيلها على أرض الواقع بمعية كافة المتدخلين في القطاع بالمملكة.