البنك الدولي: دولة زيمبابوي تشهد أكبر موجة جفاف في تاريخها ما تسبب في زيادة شح مياهها الجوفية
كشف آخر تقرير لمجموعة البنك الدولي، صدر يوم الخميس 03 أكتوبر 2024، أن زيمبابوي تمر حاليا بأسوأ موجة جفاف شهدتها منذ سنوات، كما يواجه البلد خطرا متزايدا من شح المياه الجوفية.
ويسلط التقرير، الذي يحمل عنوان “لمحة تشخيصية عن المخاطر المناخية في البلاد”، الضوء على الوضع القاتم للقطاعات الرئيسية في زيمبابوي مثل الزراعة، والمياه، والغابات، والطاقة، المعرضة للآثار الوخيمة للتغيرات المناخية والجفاف، والتي تجعل أكثر من خمسة ملايين مواطن في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية.
ويؤكد التقرير أن “نسبة السكان المعرضين لمخاطر عالية جدا لجفاف المياه الجوفية قد ينتقل من 32 إلى 86 بالمائة، إذا لم يتم اتخاذ تدابير للتكيف مع آثار تغير المناخ”، مبرزا أن انخفاض التساقطات المطرية في البلاد سينعكس سلبا على توافر المياه الجوفية.
وأوضح ذات المصدر، أن قطاع الطاقة يتأثر أيضا بتغير المناخ، حيث تمتد آثاره من تغير الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة والتبريد، إلى تغيرات في تركيبة وتكنولوجيا إمدادات الطاقة، مما يظهر أن هناك الحاجة إلى اتخاذ تدابير للتكيف والحد من المخاطر المرتبطة بالمناخ.
وجاء في التقرير أن “ارتفاع درجات الحرارة من المرجح أن يقلل من الطلب على الطاقة للتدفئة، بينما يزيد من الطلب على الطاقة لتبريد المباني السكنية والتجارية”.
وذكر تقرير مجموعة البنك الدولي، أن قطاع الغابات معرض لتغير المناخ؛ من خلال تأثيره على زراعة النظم الغابوية ومدى انتشارها، مشيرا إلى أنه “من المحتمل أن يكون لتغير المناخ تأثير على تركيبة وأنواع الزراعة والنظم البيئية وعلى مدى انتشار النظم البيئية للغابات، بالإضافة إلى حجم وكثافة الأنواع، وخصائص التنوع البيولوجي، وتواتر حرائق الغابات”.
وسجل المصدر ذاته أن غالبية الزراعة في زيمبابوي تعتمد على الأمطار، مما يجعل القطاع معرضا بشدة لتأثيرات تغير المناخ، ولا سيما التقلبات في نزول الأمطار والكوارث الطبيعية الناجمة عن المناخ.
وفي هذا السياق، قامت وزارة المالية في زيمبابوي، بتعديل توقعاتها للنمو الاقتصادي لسنة 2024، وذلك بتخفيضه إلى 2 بالمائة مقارنة ب 3.5 بالمائة في التوقعات السابقة، وذلك بسبب موجة الجفاف الطويلة الناجمة عن ظاهرة “النينيو” الطبيعية.
وأوضحت الوزارة أن الجفاف قد أثر على الإنتاج الزراعي وأن البلاد تتوقع استيراد 1.4 مليون طن متري من الحبوب، لافتة إلى أن الحكومة تتوقع انخفاض إنتاج الذرة الأساسي بنسبة 72 بالمائة خلال موسم 2024.
وتسجل هذه الدولة الواقعة في منطقة إفريقيا الجنوبية ارتفاعا في حالات سوء التغذية مع تفاقم نقص الغذاء بسبب موجة الجفاف الحالية التي تسببها ظاهرة “إل نينيو”.
وتشير تقديرات الحكومة الزيمبابوية إلى أن أكثر من 7.7 مليون شخص يعانون من الجوع وسيحتاجون إلى مساعدات غذائية حتى مارس 2025.