البنك الدولي يخصص 2.57 مليار دولار لمواجهة ندرة المياه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

خصص البنك الدولي ميزانية قدرها 2.57 مليار دولار لدعم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل مواجهة إشكالية ندرة المياه وتعزيز المجال الزراعي. ويشمل هذا الدعم تقديم التمويل، وتوفير المعرفة، والمساعدة التقنية.
ويهدف هذا المشروع إلى تحسين طرق الري المستخدمة في الزراعة، وتوفير مياه شرب آمنة خاصة في المناطق التي عانت من الكوارث الطبيعية أو النزاعات، بالإضافة إلى حماية الواحات، وتقليل الهدر في المياه، وتنظيف الشواطئ والمدن والمناطق الريفية عبر تحسين معالجة مياه الصرف الصحي. ومن خلال هذه الجهود، سيتمكن ملايين الأشخاص في المنطقة من الاستفادة من خدمات أفضل والحصول على كميات أكبر من المياه الآمنة.
في المغرب، يدعم البنك الدولي مشروعًا لتحسين إدارة المياه في منطقة اشتوكة الواقعة على الساحل الأطلسي. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين حوكمة المياه، مما يساعد على تعزيز الزراعة المحلية لتكون أكثر قدرة على الصمود وأكثر استدامة.
كما يدعم البنك الدولي برنامجًا آخر في المغرب يهدف إلى تحسين الأمن المائي في ستة أحواض، تمثل 75% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ويهدف هذا البرنامج إلى توفير 20 مليون متر مكعب من مياه الشرب، وإعادة استخدام 52 مليون متر مكعب من المياه المعالجة، وهو ما يشكل حوالي 50% من الهدف المسَطّر بلوغه في هذا المجال بحلول سنة 2030.
ويركز هذا البرنامج على تعزيز حوكمة قطاع المياه، وتحسين الاستدامة المالية، ورفع كفاءة استخدام المياه، بالإضافة إلى دمج استخدام الموارد غير التقليدية.
ويحذر البنك الدولي من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة والجفاف قد يؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي في بعض دول المنطقة بنسبة تتراوح بين 6 و14% بحلول منتصف هذا القرن.
وتقوم دول المنطقة باتخاذ إجراءات مهمة لمواجهة هذه التحديات. ففي بعض الحالات، يتم تعزيز المشاريع الموجودة وتوسيع نطاقها، مثل تحسين شبكات توزيع المياه وتوفير خدمات أفضل للمواطنين والمؤسسات. وفي حالات أخرى، يتم اعتماد تقنيات حديثة مثل التحلية، والقياس الذكي، واستخدام البيانات المناخية والهيدرولوجية. وهناك أيضًا جهود لمواجهة التحديات الأساسية مثل ضعف حوكمة قطاع المياه، وتهالك البنية التحتية، وسوء إدارة الموارد.
من خلال هذه المشاريع والدعم المقدم، تسعى دول المنطقة إلى تأمين مستقبل مائي أفضل وأكثر استدامة لأجيالها القادمة.