البنك الدولي يساند جهود المغرب لإرساء نظام فلاحي يرتكز على الموارد المائية المستدامة
في تقرير للبنك الدولي حول الصعوبات التي تواجه الفلاحين بالمغرب، كشف هذا الأخير أنه يساند جهودَ المغرب الرامية إلى بناء نظام فلاحي أكثر استدامة وقدرة على الصمود من خلال برامج طموحة كمشروع إدارة الموارد المائية المستدامة والقادرة على الصمود في الفلاحة. حيث يهدف هذا المشروع إلى تحديث الرّي والصرف على مساحة تزيد على 50000 هكتار، مع دعم إدارة المياه وتقديم المشورة الفلاحية لأكثر من 20 ألف مزارع يواجهون ظروفًا أكثر حرارة وجفافًا وتفرض المزيد من الضغوط على الموارد المائية المحدودة في البلاد.
وتعليقاً على ذلك، قال أخصائي شؤون الزراعة والموارد المائية بالبنك الدولي، ريمي ترير، أنه "في الوقت الحاضر، يتعين على المزارعين في المغرب أن ينجحوا في الإنتاج في ظل ظروف قاسية ومظاهر مختلفة لتغير المناخ. ومن الضروري وضع حلول مبتكرة لفلاحة أكثر قدرة على الصمود، سواء من خلال استخدام الأدوات الرقمية، أو تحديث الري، أو تحسين إدارة التربة والمياه في ظل الزراعة البعلية، أو رفع مستوى الوعي بين صفوف الأجيال الجديدة من المزارعين."
وثمة مثال آخر هو برنامج "الجيل الأخضر" باستخدام أداة تمويل البرامج وفقاً للنتائج ،الذي يساند الاستراتيجية الزراعية للبلاد من خلال العديد من الأنشطة، بما في ذلك إنشاء مراكز إقليمية لتعزيز توظيف الشباب في قطاع الأغذية الزراعية (جذب 13 ألف شاب لبدء مشاريع ذات صلة بالنشاط الفلاحي وتشغيلها لمدة 6 أشهر على الأقل)، إضافة إلى تحديث 4 أسواق للجملة (بهدف تسويق 865 ألف طن من الإنتاج المحلي)، وكذا تطوير أدوات رقمية ومراعية للمناخ (تستهدف 12 ألفًا من المنتجين الزراعيين) لتحسين مستوى الموظفين والعاملين ورفع كفاءة سلاسل القيمة الزراعية.
وفي الواقع العملي، استفاد ما يقرب من 20 ألف شاب من نظام مساندة ريادة الأعمال الزراعية الذي يتيحه برنامج الجيل الأخضر، وتم تدريب 44 شابًا ووقع الاختيار على مشاريعهم المبتكرة ومساندتها (من خلال مسابقة وطنية). كما ساند البرنامج 220 شابًا (من بينهم 55 امرأة) يعملون في تعاونيات الخدمات الفلاحية. كما تلقت نحو 120 تعاونية نسائية تدريبًا من خلال التقنيات الرقمية التي تم تطويرها في إطار البرنامج. وأخيرًا، استفادت 8800 شركة ومنظمة تعمل في مجال الأغذية الزراعية بموجب ترخيص صادر عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من تحسين سبل النفاذ إلى الأسواق وسلامة الغذاء.
كما يساند البنك الدولي الحكومة المغربية في نشر تقنيات جديدة مثل أنظمة عدم الحرث للتكيف مع الأمطار غير المنتظمة والحفاظ على التربة في إطار برنامج استراتيجي يدخل ضمن استراتيجية الجيل الأخضر التي تستهدف تحويل مليون هكتار من الحبوب إلى هذا النظام الجديد بحلول عام 2030، فضلاً عن تعزيز الأدوات المالية لتحسين إدارة مخاطر المناخ، بما في ذلك التأمين الفلاحي.
من جانبها، قالت نبيلة غوروم، أخصائية في شؤون الزراعة بالبنك الدولي في المغرب: "لقد حاول المزارعون المغاربة منذ فترة طويلة التعامل مع المخاطر المناخية من خلال تنويع أنشطتهم أو الاستثمار في الثروة الحيوانية، ولكن مع تكرار نوبات الجفاف وموجات الحرارة الشديدة، يجب استكمال هذه الأساليب الموروثة لإدارة المخاطر باللجوء إلى أدوات مبتكرة تُمَكن المزارعين من التكيف بشكل أفضل (الممارسات الفلاحية التي تراعي المناخ) أو نقل المخاطر (التأمين على المحاصيل أو التأمين المستند إلى مؤشرات)."