"الخطارات" نظام إيكولوجي وتراث عريق ميز المغرب
اقترنت عظمة وقوة الحضارات بوفرة مواردها الطبيعية، وخاصة الماء، حيث أبانت المملكة المغربية تاريخيا عن ذكاء وحسن تدبير في ابتكار ينم عن وعي بأهمية الحفاظ على الماء وضمان استمرارية التزود في أشد الفترات حرا، فكان بذلك بنظام "الخطارات المائية" أحد أبرز أنظمة نقل المياه التي حافظت على سحر الواحات وتنويع الأنشطة الاقتصادية خاصة منطقة الحوز والجنوب الشرقي للمملكة.
ويعود الفضل في إنشاء هذه القنوات المائية للمرابطين، حيث جرى إنشاء أول بشبكة للخطارات سنة 1106 بمراكش، جعلت الأخيرة مركزا اقتصاديا مهما ما أهلها لأن تصبح عاصمة للدولة الموحدية، بحيث مكنت الخطارات من جلب الماء من جبال الأطلس صوب مراكش وسهل الحوز عبر شبكة يقارب طولها ألف كلم.
ويقدر اليوم عدد هذه البنيات المائية بالمملكة بـ 600 خطارة نشيطة، جرى حفرها وتجهيزها يدويا على امتداد كيلومترات على شكل رواق أفقي تحت أرضي على عمق يصل لـ10 أمتار، يمنع تخبر المياه أو ضياعها ويسهل تدفقها نحو الواحات، فيما كان يصل الماء حسب مبدأ الجاذبية عبر أنابيب جوفية إلى غاية مساجد وحمامات ونافورات المدينة