العراق يواجه أزمة مائية وسط تخوفات شديدة من تداعيات الجفاف
تواجه دولة العراق أزمة مائية تنذر بإمكانية فقدان مصادر الماء الصالح للشرب مستقبلا، وذلك نتيجة تراجع المخزون المائي الاستراتيجي إلى أكثر من 7 مليار متر مكعب للمرة الأولى بتاريخ البلاد.
وتعود أسباب هذه الأزمة إلى التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد، بالإضافة إلى سياسات الدول المجاورة مثل تركيا وإيران، حيث أقامت تركيا سدودًا على نهري دجلة والفرات، بما في ذلك سد "أتاتورك" و"أليسون"، مما أدى إلى تقليص حصة المياه العراقية بنسبة 70%. وقامت إيران بتغيير مسار أكثر من 42 نهرًا كبيرًا ومجرى مائيا ووديانا موسمية، إلى داخل الحدود الإيرانية، مما أثر على كميات المياه الواردة للعراق.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، في تصريح إعلامي خَصّ به قناة السومرية العراقية الفضائية، أن "العراق يمُرّ بأقسى مراحل نقص المياه على مدى التاريخ"، مشيرا إلى أن 4 سنوات جفاف متتالية إضافة إلى "شبكة فساد عنكبوتية" أَثّرا بشكل كبير على واردات البلد المائية.
ومن أجل التصدي لهذه الأزمة، أكد المسؤول ذاته على أن العراق يعمل على فتح صفحة جديدة مع إيران وتركيا بغية التوصل إلى تفاهمات جيدة مع البلدين، مشيرا أنه جرى الاتفاق مع إيران على فتح نهر "الكارون". ولفت السيد الوزير إلى أنه تم بعث رسالة عبر السفير التركي إلى الرئيس رجب طيب أردوغان من أجل التّوَصّل إلى حل لملف استغلال المياه وزيادة الإمدادات من الجانب التركي للعراق بشكل عادل لتخفيف محنة الشعب العراقي الذي أنهكه العطش.
ووفقاً لتوقعات مؤشر الإجهاد المائي، فإن العراق سيصبح أرضاً بدون أنهار بحلول عام 2040، ولن يصل دجلة والفرات إلى المصب النهائي في الخليج. غير أن الوزير العراقي أكد على شعوره بالاطمئنان لأن الوزارة استطاعت أن تُمرّر هذا الصيف بسلام رغم كون التبخر عالٍ بالبلاد، إذ تصل كميته إلى 8 مليار متر مكعب ويكون أَوْجُها في فصل الصيف.