الجفاف وعواقب التغيرات المناخية تؤرق دول البحر الأبيض المتوسط
إجهاد مائي و30% في هطول الأمطار السنوي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط
تتواصل التحذيرات الدولية والتقارير والأبحاث العلمية الصادرة عن أبرز المعاهد الدولية المتخصصة في مجال الماء والتغيرات المناخية التي ما فتئت تنبئ بمستقبل أكثر صعوبة خلال العقد القادم بمنطقة البحر الأبيض المتوسط التي يوجد من ضمنها المغرب، فنقص الماء، والإجهاد المائي وارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن الارتفاع الكبير في انبعاث ثاني أكسيد الكربون أصبحوا يهددون حياة الإنسان بالمقام الأول وحياة الحيوانات التي تعيش في غابات المنطقة.
آخر هذه التقارير التي صدرت شهر ماي الماضي عن دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) أكدت هذه الوقائع، حيث أعلنت عن نتائج تعتبر كناقوس الخطر للدول المتواجدة بقلب المنطقة لبذل مجهود أكبر ووضع تدابير استباقية حقيقية لتجاوز الأزمة أو احتوائها على أقل تقدير خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأوضحت هذه الدراسة أن "غابات منطقة البحر الأبيض المتوسط مهددة بالتصحر في المستقبل القريب بفعل التغيرات المناخية التي يتسبب فيها البشر بالمقام الأول" مشيرة إلى أن "تراجع كمية سقوط الأمطار وظروف الجفاف على المدى الطويل تنبئ بتصحر غابات البحر الأبيض المتوسط بشكل لا شك فيه".
وفي الإطار ذاته، كشف فريق بحث من معهد علوم الأرض بجامعة "هايدلبرغ" (Heidelberg University) الألمانية، بقيادة البروفيسور يورغ بروس، خلال الشهر ذاته الذي شهد ارتفاعا مهولا في درجات الحرارة، أن "نقص الأمطار في غابات البحر الأبيض المتوسط سينتج عن ظاهرة تصحر غابات المنطقة".
هذه النتيجة جاءت على إثر إجراء فريق البحث المذكور لعدد من التحليلات العلمية ورصد مجموعة من الظواهر وقراءتهم لمجموعة كبيرة من البيانات والمعطيات التي من ضمنها "تتبع تاريخ تفاعل غابات البحر الأبيض المتوسط مع التغيرات المناخية في الماضي وتأثرها بها، وقدرتها على الصمود في وجهها، حيث قاموا بتحليل 2347 عينة من حبوب اللقاح الأحفورية المكتشفة في العينات الجوفية المأخوذة من رواسب منطقة "تيناجيو- فيليبو" (Tenagio-Philippo) في شمالي شرقي اليونان، والمحفوظة في سجلات جيوكيميائية، بالتعاون مع باحثين من فرنسا واليونان وبريطانيا".
وقد أوضحت نتائج الدراسة الأولى فقد أظهرت نتائجها أنه على "مستوى الرطوبة وكمية هطول الأمطار في منطقة البحر الأبيض المتوسط تتأثر بتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يثير القلق بشأن بقاء غابات البحر الأبيض المتوسط في ظل فترات الجفاف الطويلة المتوقعة في المستقبل القريب، وتراجع الغطاء النباتي مع استمرار انبعاث ثاني أكسيد الكربون بلا هوادة".
وذكرت الدراسة عينها أنه "نظرا لأن غابات البحر الأبيض المتوسط حساسة بشكل استثنائي لتغير المناخ، فإن القلق على بقائها يتزايد في ضوء انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والاحترار العالمي المرتبط بها"، فيما يتنبأ الباحثون أن هذه المناطق "ستمر بفترة حرجة في مواجهة فترات الجفاف المتكررة التي من المتوقع أن تشهدها منطقة البحر الأبيض المتوسط في الأعوام الـ70 القادمة، وسيترتب عن ذلك تعطل في خدمات النظام البيئي وفقدان للتنوع البيولوجي".
دول بمنطقة البحر الأبيض المتوسط تعاني من نقص حاد في الماء
فرنسا : يقدر عجز التساقطات المطرية ب 20 إلى 30 % للمنطقة الممتدة من الحدود مع بلجيكا الى المحيط الأطلسي وتم فرض قيود تدريجية ومؤقتة على استعمال المياه وفقًا لأربع مستويات من الشدة تم تقييمها حسب البيانات الهيدرولوجية المسجلة وهي : اليقظة ، والتنبيه، والتنبيه الشديد ، والأزمة.
كما قامت فرنسا بإطلاق حملات تحسيسية واسعة الانتشار، ودعوة لجميع المواطنين إلى ضبط استهلاكهم اليومي للمياه.
اسبانيا : عجز في التساقطات 55% ويعد في المرتبة الثانية منذ عام 1961، فوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية أكدت أن هذا الوضع يشمل تقريبا جميع الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي في إسبانيا والتي تعاني من عجز كبير في هطول الأمطار باستثناء المنطقة الشمالية من البلاد .
تونس : عجز 30 % في التساقطات و50% عجز في ملء السدود.
البرتغال : العجز في التساقطات المطرية كان مماثلا لسنة 1931حيث 77٪ من أراضي البرتغال مصنفة في حالة جفاف حاد.
إيطاليا : إعلان حالة الطوارئ ب 5 مناطق جافة بشمال البلاد (من يوليوز الى أواخر دجنبر 2022).