التقدم البحثي في المغرب.. مساهمة فعّالة في حل أزمة الإجهاد المائي
تعتبر التحديات المائية من أبرز التحديات التي تواجه المغرب في الوقت الحالي، حيث تتطلب إدارة حكيمة للموارد المائية للتصدي لتزايد الطلب والتأثيرات السلبية المتوقعة نتيجة لتغير المناخ. في هذا السياق، يشكل التقدم البحثي في مجال تدبير المياه وتحليتها خطوة أساسية نحو تحقيق استدامة الموارد المائية، بالنظر لمساهمته بشكل فعّال في تعزيز المعرفة حول تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية وتطوير استراتيجيات فعالة لتدبيرها، حيث يعمل الباحثون على تحليل السيناريوهات المستقبلية واستكشاف تقنيات التحلية وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة لتلبية احتياجات السكان.
وشهد المغرب خطوات حثيثة نحو تطوير تدبير الموارد المائية وذلك نتيجة الوعي بأهمية تعزيز البحث العلمي في مجال الماء، لعل أبرزها تنظيم أشغال النسخة الأولى من "أيام الماء الهولندية المغربية"، يوم 10 أكتوبر 2023، حيث يهدف هذا الحدث بشكل رئيسي إلى تعزيز تبادل الخبرات بين المغرب وهولندا في مجال المياه، وهي خطوة تشهد على التزام المغرب بتحسين التعاون البحثي وتقديم حلول مستدامة للتحديات المائية.
وعلى هامش الحدث ذاته، أعلن السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، يوم الاثنين 16 أكتوبر 2023 عن برمجة إنشاء معهد علمي متخصص في إدارة الموارد المائية بالمملكة، مما يبرز مجددًا عزم المغرب على المضي قدما في مجال تعزيز البحث العلمي في مجال الماء.
وقد شملت كذلك هذه الخطوات الساعية إلى تعزيز البحث العلمي في الماء، فتح تكوينات جديدة في هذا المجال، على غرار أول نسخة من الماجستير المتخصص في "هندسة المياه والموارد المائية التقليدية والغير التقليدية" التي أطلقتها المدرسة الحسنية للأشغال العمومية خلال شهر أكتوبر 2022 وذلك استمرارًا لعرضها البيداغوجي، وبالنظر إلى الأهمية المتنامية للقضايا المرتبطة بتدبير الموارد المائية. علاوة على فتح تكوين الدكتوراه حول "الماء في تاريخ المغرب" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، مما يوضح مسبقًا عزم المغرب بلورة البحث العلمي في هذا المجال الحيوي.
وتُظْهِر هذه المبادرات البحثية والتعاون الدولي التزام المغرب بتحسين تدبير الموارد المائية ومواكبة التقنيات المتقدمة. ويُتوقع أن يلعب التقدم البحثي دورًا حيويًا في تطوير حلول فعّالة لمواجهة التحديات المائية، وبالتالي، تحقيق التنمية المستدامة في المستقبل.