إنجاز 187 مشروعًا لتعزيز استعمال مياه الأمطار في مواجهة ندرة المياه بالمملكة

في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بندرة الموارد المائية، يتجه المغرب نحو تعزيز تجميع واستعمال مياه الأمطار كحل عملي لتقوية التزود بالماء، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف في الموارد التقليدية. وتندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية وطنية ترمي إلى التكيف مع التغيرات المناخية وتحقيق الاستدامة في تدبير الماء.
إلى حدود اليوم، تم إنجاز 187 مشروعًا في عدة أقاليم، تشمل بناء خزانات وبرك مائية لجمع مياه الأمطار، وتركيب أنظمة لجمع المياه من أسطح المؤسسات التعليمية، إضافة إلى إقامة سدود صغيرة لتغذية المياه الجوفية.
وتتوزع هذه المشاريع على أقاليم متعددة من بينها تيزنيت، أكادير، اشتوكة آيت باها، تارودانت، شفشاون، السمارة، زاكورة، ورزازات، كلميم، سيدي إفني، الرحامنة، آسفي، اليوسفية، تطوان، المضيق الفنيدق، وخريبكة. كما يجري تنفيذ 103 مشاريع جديدة حاليًا، بهدف توسيع نطاق الاستفادة.
هذه المنشآت تُوجّه أساسًا إلى المناطق التي تفتقر إلى المياه السطحية أو الجوفية. ويُخصص لهذه العمليات ميزانية سنوية تقارب 80 مليون درهم. وبعد انتهاء الأشغال وفترة الضمان، يتم نقل مهام التسيير إلى وكالات الأحواض المائية أو الجماعات الترابية المعنية.
تشير المعطيات إلى أن هذه المشاريع ساهمت في تقليص استهلاك الماء التقليدي بنسبة مهمة تصل إلى 30%، مما يعكس نتائج ملموسة في مواجهة مشاكل التزود بالماء وضمان الأمن المائي. كما تأتي هذه الخطوات في إطار الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وفي هذا السياق، يتضمن المخطط الوطني للماء توسيع استخدام مياه الأمطار لأغراض غير الشرب، مثل سقي المساحات الخضراء، التنظيف، وبعض الاستعمالات الصناعية والمهنية. ولضمان نجاعة هذا التوجه، تم إعداد مشروع مرسوم ينظم طرق جمع وتخزين واستعمال مياه الأمطار.
إضافة إلى ذلك، تم إطلاق برامج توعوية وتكوينية، إلى جانب أدوات تشجيع لفائدة المواطنين والمؤسسات والمقاولات، بهدف تبني حلول فعالة لجمع وتثمين مياه الأمطار، وتعزيز ثقافة الترشيد والاستخدام المستدام للموارد المائية.