انعقاد أشغال اجتماع مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لملوية برسم دورة سنة 2024

ترأس السيد عبد الفتاح صاحبي، الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، نيابة عن السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم بوجدة، أشغال اجتماع مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لملوية برسم دورة سنة 2024، وذلك بحضور السيد والي جهة الشرق - عامل عمالة وجدة أنكاد، والسيد رئيس مجلس جهة الشرق، والسادة الكتاب العامون لأقاليم الجهة، إلى جانب السيد المدير العام لهندسة المياه، والسيد رئيس مجلس الحوض المائي لملوية، فضلا عن نخبة من أطر ومسؤولي الوزارة. وقد خُصص هذا الاجتماع لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2023، وتقديم برنامج عملها ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2025، فضلا عن الوقوف على مدى تقدم إنجاز ميزانية سنة 2024.
وشكل هذا الاجتماع مناسبة لاستعراض أهم الإنجازات المحققة على مستوى منطقة نفوذ الوكالة، حيث شهدت السنة المنصرمة:
- مواصلة إنجاز أشغال تعلية سد محمد الخامس بإقليمي تاوريرت-الناظور، لتبلغ سعته ما يناهز مليار م3، مما سيمكن من تأمين استدامة التزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي والحماية من الفيضانات وإنتاج الطاقة الكهربائية؛
- مواصلة إنجاز أشغال سد تاركا أومادي بإقليم جرسيف بسعة تخزين 287 مليون م3؛
- مواصلة إنجاز أشغال سد بني عزيمان بإقليم الدريوش بسعة تخزين 44 مليون م3.
وستمكن هذه المشاريع المائية من تعزيز القدرة التخزينية لسدود الحوض لتنتقل من 794,72 مليون م3 إلى ما يناهز 2 مليار م3، أي بزيادة مليار و311 مليون م3، بعد الانتهاء من أشغال هذه السدود.
وبالموازاة مع هذه المشاريع الهيكلية المنجزة، تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستعجالية للحد من تداعيات الإجهاد المائي على الساكنة وعلى الأنشطة الاقتصادية، إذ تم:
- فصل قناتي الشرب عن قناتي السقي بسافلة سد مشرع حمادي (الضفة اليمنى والضفة اليسرى)، وإصلاح قنوات الربط المائي بين سد محمد الخامس ومدن وجدة وتاوريرت مما مكن من اقتصاد أكثر من مليون م3؛
- إنجاز أثقاب استكشافية واستغلالية، وتوفير وحدات متنقلة لتحلية المياه الأجاجة بالطبقات المائية الجوفية، ووضع مضخات عائمة بسد مشرع حمادي، بالإضافة إلى تفعيل عمل اللجان الجهوية والإقليمية للماء لتدبير أمثل للموارد المائية.
ونتيجة توالي سبع سنوات من الجفاف، عرف حوض ملوية، على غرار باقي أحواض المملكة، تراجعا ملحوظا على مستوى الواردات المائية، خاصة خلال السنة الهيدرولوجية 2023-2024؛ حيث قدر عجز التساقطات المطرية خلال هذه السنة بحوالي 46,9 % مقارنة مع المعدل السنوي، مما أثر سلبا على الواردات المائية بالسدود التي عرفت كذلك عجزا إجماليا ناهز 63 % مقارنة مع المعدل السنوي. كما تم تسجيل درجة حرارة مرتفعة بجل عمالات وأقاليم الحوض مما ساهم بشكل كبير في تسارع ظاهرة التبخر على مستوى حقينات السدود. فيما انعكس هذا الوضع بشكل سلبي أيضا على مستوى منسوب مياه جل الفرشات المائية بالحوض، حيث سجلت فرشة أنجاد انخفاضا بلغ أقصاه حوالي 6,5 متر، وسجلت فرشة تافراطا انخفاضا بلغ 4 أمتار.
في المقابل، كان للتساقطات المطرية التي عرفها الحوض خلال فترة شتنبر 2024 ومارس 2025، والتي بلغ معدلها 114,6 ملم، الفضل في تعزيز حقينات السدود في الحوض؛ حيث بلغ حجم المخزون المائي بالسدود، بتاريخ 24 مارس 2025، 329 مليون متر مكعب، بنسبة 41,37 % عوض 24,48 % في نفس التاريخ من السنة الماضية. علاوة على ذلك، أسهمت التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة بشكل كبير في ارتفاع صبيب مياه العيون في إقليمي ميدلت وجرادة. ورغم هذا التحسن، فإن الحكومة تستمر في تنزيل مجموعة من البرامج المهيكلة بالحوض، حيث تمت مواصلة إنجاز عدد من المشاريع أهمها:
- إطلاق طلبات العروض لإنجاز أشغال سد كنفودة بإقليم جرادة؛
- برمجة إنجاز محطة تحلية المياه بإقليم الناظور لتزويد مدن الجهة الشرقية بالماء الصالح للشرب وسقي المساحات الزراعية بملوية السفلى بقدرة 300 مليون م3؛
- مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية من أجل استغلالها وتحسين معرفة الطبقات المائية الجوفية وخصائصها وتعبئة موارد مائية من أجل تلبية النقص الظرفي لمياه الشرب خاصة بالمناطق القروية؛
- برمجة إنجاز 29 سدا صغيرا منها 6 ستتم صيانتها بمنطقة نفوذ الوكالة وفقا لمقترحات اللجن الجهوية التي يرأسها السادة الولاة؛
- مواصلة الانخراط في برنامج إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة للتخفيف من الضغط على الموارد المائية الاعتيادية، وذلك من أجل سقي المساحات الخضراء بكل من الناظور وتاوريرت وجرادة ووجدة وبركان.
جدير بالذكر أنه خلال اجتماع المجلس الإداري، تمت المصادقة على عدد من الاتفاقيات تهم مجالات متعددة كالحماية من الفيضانات وتهيئة الأودية والتزويد بالماء الصالح للشرب، فضلا عن إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة. كما تم توقيع اتفاقية شراكة بين وكالة الحوض المائي لملوية والمديرية العامة للأرصاد الجوية من أجل دمج محطات الرصد الجوية التابعة للوكالة في الشبكة الوطنية للمناخ.
واختُتم الاجتماع برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.