أزمة المياه العالمية والإجهاد المائي.. التحديات والحلول الممكنة
تشير الإحصاءات الأخيرة إلى تدهور متسارع في الأنظمة البيئية المائية في العالم، حيث فقدت الأرض أكثر من 85% من أراضيها الرطبة على مدار الثلاثمائة عام الماضية. هذه الخسارة الضخمة تلقي بظلالها على البيئة والإنسان على حد سواء، وتتطلب إجراءات سريعة ومبتكرة لمواجهتها.
وفقًا لتقارير دولية حديثة، يعاني حوالي 3 مليارات شخص حول العالم من نقص في معرفة جودة المياه التي يعتمدون عليها، وذلك بسبب قلة عمليات المراقبة. بالإضافة إلى ذلك، يعيش أكثر من 733 مليون شخص في بلدان تواجه مستويات عالية وحرجة من إجهاد المياه، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا وخطورة.
إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فمن المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيعاني:
- 1.6 مليار شخص من نقص في مياه الشرب المدارة بشكل آمن؛
- 2.8 مليار شخص من نقص في خدمات الصرف الصحي الآمنة؛
- 1.9 مليار شخص من نقص في مرافق النظافة الأساسية.
ولتحقيق أهداف توفير مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والنظافة بحلول عام 2030، يجب زيادة وتيرة التقدم بمعدل 4 أضعاف. ومع ذلك، تظهر التحديات واضحة، إذ أن ربع البلدان فقط تمتلك ترتيبات تشغيلية فعالة لأكثر من 90% من مياهها العابرة للحدود.
هذه الأرقام تعكس حجم الأزمة المائية التي يواجهها العالم اليوم. إن توفير المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي والنظافة للجميع يتطلب جهودًا دولية وتعاونًا مستمرًا بين الحكومات والمنظمات العالمية والمحلية. الحلول الممكنة تشمل تحسين تقنيات إدارة المياه، وتوسيع نطاق عمليات المراقبة، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية المائية.
في الختام، يتعين على العالم أن يتحد لمواجهة أزمة المياه والعمل بجدية على ضمان توفير المياه النظيفة والمرافق الصحية للجميع، لحماية البيئة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.