تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بعد أمطار غزيرة بلغت 120 ملم خلال ساعات.. فيضانات "غير مسبوقة" تجتاح إشبيلية وسط تحذيرات من استمرار الاضطرابات الجوية

بعد أمطار غزيرة بلغت 120 ملم خلال ساعات.. فيضانات "غير مسبوقة" تجتاح إشبيلية وسط تحذيرات من استمرار الاضطرابات الجوية

شهدت مدينة إشبيلية الإسبانية خلال الأيام الماضية أمطارًا غزيرة وصفتها الساكنة المحلية بأنها "عاصفة استوائية"، تسببت في فيضانات واسعة شلّت حركة المدينة وأدت إلى خسائر مادية كبيرة. وقد استمر هطول الأمطار لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة منذ ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء الماضي، مما جعل أجزاء كبيرة من وسط المدينة تغرق بالمياه.

الفيضانات اجتاحت شوارع رئيسية مثل شارع ألفونسو الثاني عشر الذي تحول إلى "نهر صغير"، حيث شوهدت السيارات وهي تطفو أمام واجهات المحلات التجارية. كما غمرت المياه أحياء أخرى مثل "نرفيون"، حيث اضطر السكان إلى السير وسط مياه بلغ ارتفاعها حوالي 1 متر، في مشاهد عكست حجم الأمطار غير المعتاد الذي شهدته المدينة.

ولم تسلم المرافق الحيوية من تأثيرات العاصفة، إذ تعرض مستشفى "فيرخين ماكارينا" أحد أهم المستشفيات في إشبيلية لفيضانات كبيرة. وانتشرت مقاطع مصوّرة تُظهر المياه تتدفق من الأسقف وتحيط بأسِرّة المرضى، فيما حاول الطاقم الطبي السيطرة على الوضع في ظروف صعبة.

السلطات الإسبانية أعلنت حالة الإنذار البرتقالي في إشبيلية، بعد تسجيل أكثر من 600 تدخل من فرق الطوارئ في المدينة وضواحيها. كما حذرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية "AEMET" من احتمال استمرار الأمطار والعواصف خلال الليل، موصية السكان بعدم مغادرة منازلهم وتجنب القيادة إلا للضرورة القصوى.

وقد شلّت الفيضانات حركة المرور في وسط المدينة، وأُغلقت بعض الأنفاق، فيما توقفت خدمات النقل العمومي بشكل جزئي. هذه العاصفة جاءت ضمن موجة اضطرابات جوية قادمة من المحيط الأطلسي، أثرت كذلك على مناطق أخرى مثل "هويلفا" و"كوستا ديل سول"، حيث شهدت أيضًا أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية. ويصف الخبراء هذه العاصفة بأنها من بين الأشد التي عرفتها المنطقة منذ سنوات، مشيرين إلى أن الظواهر الجوية القصوى أصبحت أكثر تكرارًا في السنوات الأخيرة نتيجة التغيرات المناخية.

ورغم الجهود المكثفة التي تبذلها السلطات لإدارة الأزمة، لا تزال مدينة إشبيلية تعيش تحت وطأة تأثيرات هذه الأمطار الغزيرة، في انتظار تحسن الأحوال الجوية وعودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها.