بسبب التغيرات المناخية.. أوروبا تَمُرّ بأسوء موجة جفاف منذ حوالي 5 قرون
تواجه أوروبا جفافاً تاريخياً، إذ أن العديد من الأراضي الأوروبية تشهد أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، بحسب ما أفاد المرصد العالمي للجفاف التابع للمفوّضيّة الأوروبيّة، في تقرير له، فيما تؤكد البيانات النهائية الصادرة سابقا هذا التقييم الأوّلي، وفقاً لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسيّة.
حيث أشارت الصحيفة ذاتها في هذا الصدد، أنّه لا تزال 47 في المائة من القارة الأوروبية في حالة تحذير من الجفاف، و17 في المائة منها في حالة تأهّب، ما يعني ضعف الغطاء النباتي والمحاصيل ستعاني من نقص المياه، ما يسهم بشكل كبير في زيادة المناطق المعرّضة لخطر الحرائق في جميع أنحاء أراضي الاتحاد الأوروبي.
ولاحظ خبراء من مركز البحوث المشتركة للمفوضية الأوروبية أنّ الظروف الجوية الحارّة والجافة بشكل غير عادي، أدّت إلى انخفاض كبير في فرص إنتاج المحاصيل الصيفية في الاتحاد الأوروبي، وانخفضت التوقّعات الحاليّة لإنتاج الذّرة وفول الصويا وعباد الشمس بنسب تراوحت بين 12 و16 في المائة أقلّ من متوسط إنتاج هذه المحاصيل في السنوات الخمس الأخيرة، فيما استفادت المحاصيل الشتوية من الظّروف الحارّة والجافّة، إذ شهدت تحسناً طفيفاً في توقّعات زيادة إنتاجها.
وحذّر التقرير أنّ جميع المجاري المائيّة في القارة الأوروبيّة تقريباً جفّت الصّيف الماضي، ما تسبب في انخفاض الطاقة الكهرومائية المولّدة في أوروبا بنسبة 20 في المائة في الأشهر الأخيرة.
وأشار التقرير كذلك إلى أنّ أكثر من 100 بلدية في فرنسا واجهت مشكلات في إمدادات المياه، وكان لا بدّ من توصيل مياه الشرب بواسطة الشاحنات.
ووفقاً لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، احترق أكثر من 60 ألف هكتار من الأراضي في فرنسا منذ بداية عام 2022، أي أكثر من ضعف المساحة التي احترقت عام 2021.
ولفت التقرير إلى تأثير التدفّق المنخفض لنهر الراين في هولندا على الشحن التجاري وعلى توزيع المياه.
ومن جهتها، تعلّق ماريا غابرييل، المفوّضة الأوروبيّة للابتكار والبحوث والثقافة والتعليم والشباب، على ما تشهده أوروبا من جفاف، قائلة إن "الجمع بين موجات الجفاف الشديدة والحرارة يشكّل ضغطاً غير مسبوق على مستويات المياه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي"، وتضيف أن "تغيّر المناخ يبدو بلا شكّ أكثر وضوحاً كلّ عام".