دراسات حديثة.. الأنشطة الصناعية في أوروبا وتغير المناخ تسببا في الفيضانات وزيادة هطول الأمطار بسبعة أضعاف بالقارة
أكد عدد من العلماء أن الفيضانات التي أودت بحياة 24 شخصا في وسط أوروبا في وقت سابق من هذا الشهر كانت ناجمة عن هطول الأمطار الذي تضاعف احتمال حدوثه بسبب تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.
وذكرت وسائل إعلام أوروبية أن باحثين من مبادرة إسناد الطقس العالمي أجروا تحليلا سريعا سلطوا خلاله الضوء على "بصمات تغير المناخ" في هطول الأمطار الغزيرة التي تسببت في الفيضانات القاتلة.
وقالت جويس كيموتاي، الباحثة في معهد جرانثام في إمبريال كوليدج لندن بشأن تغير المناخ والبيئة:"إن مؤشرات التغير المناخي وصلت إلى مستويات قياسية في 2023.. وتسلط هذه الفيضانات مجددا الضوء على النتائج المدمرة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن استهلاك الوقود الأحفوري".
وأضافت:"وإلى أن يتم استبدال النفط والغاز والفحم بمصادر للطاقة المتجددة، فإن العواصف مثل "بوريس" ستؤدي إلى هطول أمطار غزيرة، مما يؤدي إلى فيضانات لها تبعات كارثية على الاقتصاد".
وكشف باحثو مبادرة إسناد الطقس العالمي أن الأيام الأربعة التى شهدت هطول الأمطار الناجمة عن العاصفة "بوريس" كانت الأكثر غزارة على الإطلاق في أوروبا الوسطى.. كما غطت الأمطار مساحة كبيرة بشكل استثنائي، حتى أنها تجاوزت تلك التى غمرتها الفيضانات التاريخية السابقة في عامي 1997 و2002.
وأوضح العلماء أن التقاء الهواء البارد من جبال الألب والهواء الدافئ جدا القادم من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ساهم في تكوين "عاصفة كاملة" تسببت في هطول أمطار غزيرة على مساحة كبيرة جدا من الارض.. مشيرين إلى أنه بغض النظر عن الظروف غير العادية، فإن تغير المناخ جعل العاصفة "بوريس" أكثر شدة ووقوعها أكثر احتمالا.
وباستخدام عمليات رصد الطقس والنماذج المناخية، وجد الباحثون أن تغير المناخ زاد من احتمالية هطول أمطار غزيرة على مدى أربعة أيام بمقدار مرتين على الأقل، كما زاد معدل الهطول بمقدار سبعة أضعاف.
وفي حالة وصول الاحتباس الحراري العالمي إلى درجتين مئويتين، فإن العواصف المماثلة سوف تسقط ما لا يقل عن 5% من الأمطار وتحدث بنسبة 50% بشكل متكرر.
وتتزايد تكلفة الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة في أوروبا، قدرت شركات التأمين النمساوية أن الأضرار الناجمة عن الفيضانات الأخيرة قد تصل إلى مليار يورو.