في ظل الجفاف.. شحّ التساقطات المطرية يُقلِّص الأراضي الفلاحية بالمغرب من 750 ألف هكتار إلى 400 ألف هكتار فقط
يعرف المغرب وضعا مناخيا استثنائيا منذ ما يناهز 6 سنوات، حيث تعتبر موجة الجفاف هذه الناجمة عن التغيرات المناخية بمثابة الأقوى في التاريخ الحديث لبلادنا، وهو الشيء الذي أكده السيد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حيث أعرب عن تفاقم الوضعية المائية بالمملكة منذ عام 2018، الشيء الذي أثر على المخزون المائي والفرشات المائية بمجمل التراب الوطني بشكل كبير.
وفي هذا الصدد، أشار وزير الفلاحة أن متوسط الواردات المائية بالسدود تراجع من 18 مليار متر مكعب إلى 14 مليار متر مكعب ما بعد 1980، لينخفض إلى أقل من 5 مليار متر مكعب خلال السنوات الخمس الأخيرة، قبل أن يؤكد أن معدل التساقطات المطرية خلال هذه السنة بلغ 77 ملمتر فقط بتراجع يقدر بحوالي 54 في المائة، مقارنة مع المعدل المسجل في الأربعين السنة الماضية، و44 في المائة مقارنة مع السنة الماضية التي كانت هي الأخرى جافة وزادت من التأثير على الفرشات المائية.
واعتبر المسؤول الحكومي ذاته أن هذه الوضعية الحرجة أثرت كذلك بشكل مباشر على الحصة المائية للسقي في دوائر الرّي الكبير، حيث كشف أنها لا تتعدى 680 مليون متر مكعب مقارنة مع الحصة المخصصة في المخطط المائي التي تبلغ 5 مليار متر مكعب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المساحات الزراعية حاليا لا تتجاوز 400 ألف هكتار من أصل 750 ألف هكتار بانخفاض يناهز 44 في المائة، موضحا أمام السيدات والسادة النواب بالبرلمان أن الواردات المائية الراهنة لم تتخط حاجز 600 مليون متر مكعب أي بنقص يعادل 83%.