جوهرة التنوع البيولوجي بالمملكة.. هذه معلومات حول المنتزه الوطني "أخنيفيس" بإقليم طرفاية
يشكل المنتزه الوطني أخنيفيس، الواقع على بعد 80 كلم شمال طرفاية بجماعة أخفنير، جوهرة طبيعية فريدة تمتزج فيها مظاهر البحر والصحراء. يعكس هذا التباين لوحة فنية مذهلة حيث يلتقي الأخضر من العشب الطويل مع الأصفر والأبيض الساطع من الرمال، واللون الأزرق البلوري للبحر.
يمتد المنتزه على مساحة 186 ألف هكتار، ويضم 5 نظم بيئية متكاملة: البحر، البحيرة، السبخة، الكثبان الرملية الساحلية، والمناطق الصحراوية النائية. تم تصنيفه كموقع "RAMSAR" ذو أهمية عالمية منذ عام 1980، وأُدْرِجَ ضمن قائمة المواقع ذات الأهمية البيولوجية والبيئية "SIBE" منذ عام 2006، حسب ما أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء.
تعد بحيرة النعيلة، المعروفة أيضاً ببحيرة أخنيفيس، قلب المنتزه ونواة ثرائه البيولوجي. هذه البحيرة، التي يبلغ طولها 20 كلم وعرضها بضع مئات الأمتار، تحاط بكثبان رملية لا نهاية لها ومنحدرات حجرية تعرضت للتآكل بفعل الرياح. تجمع البحيرة أنواعاً مختلفة من الطيور والحيوانات، منها الطيور المهاجرة، الأسماك، والرخويات، وبعض الأنواع النادرة أو المهددة بالانقراض.
© المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء "MAP"
يجذب التنوع البيولوجي للمنتزه الوطني أخنيفيس السياح من جميع أنحاء العالم، خاصة عشاق الطبيعة والباحثين في علم الطيور. تشكل التجمعات المذهلة للطيور، مثل الغاق والنوارس ومالك الحزين والنحام الوردي، معالم سياحية ذات أهمية كبيرة، تتعزز بأصناف جديدة خلال فترات الهجرة، لا سيما في فصل الشتاء.
تعمل المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات على تشجيع السياحة البيئية وتوازن بين الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي. بالتعاون مع جمعية أخنيفيس للسياحة الثقافية وحماية البيئة، يتم إنشاء مسارات سياحية تتيح للسياح اكتشاف جمال المنتزه. تساهم هذه الجهود المشتركة في الحفاظ على هذه الجوهرة الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.