من أجل مستقبل مائي مستدام.. الإعلان عن 13 مشروعًا لتحلية مياه البحر خلال القمة العالمية "World Power-To-X Summit" بمراكش
خلال القمة العالمية "World Power-To-X Summit" التي عُقدت في مراكش، تم تسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال تحلية مياه البحر كجزء من استراتيجية المملكة طويلة الأمد لإدارة مواردها المائية. في سياق ندرة المياه العذبة وتزايد الطلب على المياه في المناطق الحضرية والريفية، باتت تحلية مياه البحر أداةً حيوية لتلبية هذه الاحتياجات.
وخلال فعالية انعقدت تحت شعار "الموارد المائية والهيدروجين الأخضر: أي علاقة؟"، ناقش الخبراء التحديات والفرص التي تواجه المغرب في إدارة موارده المائية، مع التركيز بشكل خاص على أهمية تحلية مياه البحر. وقدم ممثلو وزارة التجهيز والماء، رؤى حول برنامج تحلية المياه الطموح الذي يشمل 13 مشروعًا موزعة على عدة مدن مغربية مثل الرباط، طنجة، الصويرة، طانطان، كلميم وبوجدور، بالإضافة إلى مناطق سوس ماسة والشرق.
يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز قدرة المملكة على إنتاج أكثر من 1.7 مليار متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا بحلول عام 2030. وتهدف هذه المشاريع إلى تأمين إمدادات المياه العذبة والمياه المخصصة للري، مع التركيز على حماية الموارد المائية الجوفية.
وأكد المتحدثون خلال القمة على أهمية الاستثمار في تقنيات تحلية المياه، مع التشديد على ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان نجاح هذه المشاريع. وأشاروا أيضًا إلى أن دمج الطاقات المتجددة في هذه المشاريع سيساهم في تقليل الأثر الكربوني المرتبط بإنتاج المياه. وجدير بالذكر أن كل محطات تحلية مياه البحر في طور الإنجاز والتي سيتم إنجازها مستقبلا بالمملكة ستعتمد في اشتغالها على الطاقات المتجددة بنسبة 100%.
علاوة على ذلك، ناقش الخبراء العلاقة المحتملة بين تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة كأدوات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يوفر حلولًا مبتكرة للمشاكل المائية والطاقية على حد سواء. وخلصوا إلى أن البحث والتطوير في هذا المجال ضروريان لتحقيق أهداف المغرب في مجال الطاقة والمياه.
ختامًا، يُعد برنامج تحلية المياه في المغرب نموذجًا يُحتذى به في مواجهة التحديات المائية المستقبلية، حيث يوازن بين الاحتياجات الحالية والطموحات المستقبلية في مجال الاستدامة.