تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

من خلال تعزيز "البحث الجيني".. شُحّ المياه والجفاف يدفعان إلى ابتكار حلول لتطوير إنتاج الزيتون بالدول المتوسطية

من خلال تعزيز "البحث الجيني".. شُحّ المياه والجفاف يدفعان إلى ابتكار حلول لتطوير إنتاج الزيتون بالدول المتوسطية

يُضاعف منتجو زيت الزيتون جهودهم لتطوير حلول تواجه الاحترار المناخي الذي يؤثر على المحاصيل ويؤدي لارتفاع أسعار زيت الزيتون بنسبة تراوحت بين 50% و 70% ما أثار استياء المستهلكين في الآونة الأخيرة.
أكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط لكنّ هذه المنطقة توصف بأنها "نقطة ساخنة" لتغير المناخ، وهي تشهد احتراراً بنسبة 20% أسرع من المعدل العالمي.


لهذه الأسباب، استقبلت مدريد المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون الذي استعرض جملة من الحلول تشمل تحسين الري واختيار أصناف جديدة من أشجار الزيتون ونقل المزروعات إلى مواقع أكثر مقاومة لتبعات تغير المناخ بعدما واجه إنتاج زيت الزيتون انخفاضا منذ عامين على خلفية موجات الحر والجفاف الشديد في الدول المنتجة الرئيسية، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا. 
المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون يوضح أن "شجرة الزيتون واحدةٌ من الأشجار التي تتكيّف بشكل أفضل مع المناخ الجاف. لكنّها في حالات الجفاف الشديد، تنشّط آليات لحماية نفسها وتتوقف عن إنتاج ثمار الزيتون. 


من بين الحلول التي طُرحت خلال المؤتمر العالمي الأول لزيت الزيتون في مدريد هو تكثيف البحث الجيني لكي تختبر مئات الأصناف من أشجار الزيتون وتحدّدَ الأنواع الأكثرُ تكيّفاً مع تغير المناخ، استنادا إلى تاريخ إزهارها بشكل خاص.
المجال الرئيسي الآخر الذي يعمل عليه العلماء يتعلق بالري مع اتّساع قناعة التخلي عن "الري السطحي" وتعميم "أنظمة التنقيط"، التي تنقل المياه "مباشرة إلى جذور أشجار الزيتون حين نعلم أنّ قطاع زراعة الزيتون بات يفكّر أكثر فأكثر بتخزين مياه الأمطار، وبإعادة تدوير مياه الصرف الصحي وبتحلية مياه البحر.


في مقاربة ثالثة أكثر جذرية للتكيّف مع الوضع المناخي الجديد تُطرح فكرة التخلي عن إنتاج الزيتون في مناطق يمكن أن تصبح غير مناسبة لأنها صحراوية جداً، على أن يُطوّر الإنتاج في مناطق أخرى كانت حتى الآن غريبة عن زراعة أشجار الزيتون.