مشروع استراتيجي لتعزيز الأمن المائي في جهة الشرق.. أشغال تعلية سد محمد الخامس تبلغ 54%

يشهد المغرب تسريعًا في تنفيذ مشاريع السدود الكبرى، وذلك وفقًا للتوجيهات الملكية السامية، حيث يجري العمل على إنجاز 16 سدًا كبيرًا في مختلف أنحاء المملكة. ومن بين هذه المشاريع، يبرز مشروع تعلية سد "محمد الخامس" بجهة الشرق، الذي يعد خطوة هامة لتعزيز الأمن المائي ودعم التنمية في المنطقة.  

أهمية سد محمد الخامس ودوره المحوري

تم إنشاء سد محمد الخامس سنة 1967 على وادي ملوية، ومنذ ذلك الحين، ظل يلعب دورًا رئيسيًا في تزويد سكان المنطقة الشرقية بالمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى توفير مياه السقي ودعم إنتاج الطاقة الكهرومائية. إلا أن هذا السد واجه خلال العقود الماضية تحديات كبيرة، أبرزها انخفاض حجم حقينته بسبب التوحل، حيث تقلصت سعته من 730 مليون متر مكعب إلى 651 مليون متر مكعب، مما أثر على قدرته في تلبية الاحتياجات المتزايدة للمياه.  

مشروع التعلية وأهدافه

لمواجهة هذه التحديات، تم إطلاق مشروع تعلية سد محمد الخامس ليصل حجم حقينته إلى 981 مليون متر مكعب، مما سيعزز قدرته على توفير المياه لمختلف الأغراض. ومن المتوقع أن تنتهي الأشغال بحلول شتنبر 2026. ويهدف هذا المشروع إلى:  
- ضمان التزويد بالمياه الصالحة للشرب، وتوفير المياه لساكنة المنطقة.
- توفير مياه الري بملوية السفلى، ما يدعم القطاع الفلاحي ويساهم في استدامة الإنتاج الزراعي.  
- الحماية من الفيضانات، حيث سيمكن السد من تقليل مخاطر السيول الجارفة التي تهدد بعض المناطق المجاورة.  
- إنتاج الطاقة الكهرومائية، مما يعزز مصادر الطاقة النظيفة في الجهة.  

تقدم الأشغال والموقع الجغرافي

حتى الآن، بلغت نسبة تقدم الأشغال حوالي 54٪، في حين يُنتظر استكمال المشروع بحلول شتنبر 2026. يقع سد محمد الخامس على بعد حوالي 55 كيلومترًا شمال مدينة تاوريرت و65 كيلومترًا جنوب مدينة الناظور، مما يجعله في موقع استراتيجي لتزويد العديد من المناطق بالمياه.  

التحديات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية

تعاني المنطقة من تذبذب في التساقطات المطرية، حيث يبلغ معدلها السنوي حوالي 200 ملم، مع اختلاف كمياتها حسب المناطق. هذا التفاوت في الأمطار يكَرّسُ حُسن تدبير الموارد المائية، كما يزيد من أهمية إنجاز مشاريع مائية بالمنطقة لتعزيز القدرة على مواجهة ندرة المياه والجفاف.  

يمثل مشروع تعلية سد محمد الخامس خطوة استراتيجية لضمان تزويد جهة الشرق بالمياه وتحقيق التنمية المستدامة. ومع تقدم الأشغال، يقترب المشروع من تحقيق أهدافه المتمثلة في تعزيز الأمن المائي، دعم الفلاحة، الحد من الفيضانات، والمساهمة في إنتاج الطاقة. وبمجرد اكتماله، سيشكل هذا السد دعامة أساسية لضمان توفير موارد مائية أكثر في المنطقة.