تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ندوة علمية بمراكش حول تدبير الأزمات المائية في المغرب

ندوة علمية بمراكش حول تدبير الأزمات المائية في المغرب

المشاركون أوصوا بوضع استراتيجيات حكيمة للتغلب على أزمة الماء

أكد المشاركون، خلال ندوة علمية بمراكش، حول تدبير الأزمات المائية في المغرب، نظمتها أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية، منتصف شهر يونيو 2023، على ضرورة تكثيف حملات التوعية العامة والتثقيف لكل شرائح المجتمع المغربي حول المياه وتغير المناخ، لمواجهة أزمة الماء في المغرب.
ودعا المشاركون في هذه الندوة العلمية، التي نظمت بشراكة مع مؤسسة المستقبل للأوراش والتنمية، وبتنسيق مع مختبر الدراسات حول التربية والبيئة والتنمية المستدامة، إلى إحداث لجنة وطنية تضم خبراء وباحثين مهتمين بقضايا الماء، وتعزيز قدرات المجتمع المدني في المجال ودعمه للتدخل الفعال من أجل المحافظة على المياه وتنميتها.
وأوصى المشاركون بوضع استراتيجيات حكيمة في تدبير الموارد المائية من أجل التغلب على أزمة الماء التي تتباين حدتها بين مناطق المملكة.
وبعد استعراض الخطوط الرئيسية لإستراتيجية المغرب في مجال التدبير المندمج للموارد المائية، أوضح المشاركون أن المغرب تمكن، تحت قيادة الملك محمد السادس، ومن خلال سياسته الوطنية، من تأمين حاجياته من الماء عبر تطوير بنية تحتية مائية على نطاق واسع.
وتطرق المشاركون إلى تعبئة الموارد المائية غير الاعتيادية، لاسيما تحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، مشيرين إلى أن من بين الإجراءات التي نفذها المغرب في هذا المجال، تحسين تدبير المياه وعقلنة استعمالها، خاصة من خلال تحسين مردوديات شبكات توزيع الماء الشروب، فضلا عن تحلية مياه البحر واستعمال الطاقات المتجددة لإنجازها قصد تقليص التكلفة.
وأوضح حسن رامو، أستاذ باحث بجامعة محمد الخامس بالرباط، واستاذ بالمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية والأورومتوسطية والإيببيرو أمريكية، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الجفاف ظاهرة بنيوية في المغرب، وأن المملكة لها باع طويل في التعامل مع الندرة المائية منذ القدم، مؤكدا على ضرورة توعية الجيل الناشئ بأهمية هذه المادة الحيوية.
وأكد رامو، وهو عضو بأكاديمية توبقال للأبحات والدراسات الاجتماعية كذلك، على أهمية موضوع الماء، مذكرا بخطاب جلالة الملك محمد السادس في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة، الذي دعا من خلاله إلى أخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول، لهذه المادة الحيوية.
وأشار إلى أن معالجة موضوع ندرة الماء له خصوصيات ترابية جهوية، مبرزا في هذا السياق، أنه إذا كانت هناك إشكالية الندرة الكبيرة على مستوى مناطق الواحات أو إشكالية تحلية مياه البحر على مستوى المناطق الجنوبية، فإن جهة مراكش آسفي، تطرح إشكاليات من نوع آخر مرتبطة بخلخلة التوازن ما بين العرض المائي، مع ما تتطلبه التنمية الترابية للجهة.
وعزا ندرة المياه التي تشهدها الجهة إلى التوسع العمراني، والضغط الديمغرافي والأنشطة الاقتصادية (ارتفاع المساحات المزروعة المسقية، وتزايد الإنتاج الحيواني لضمان الأمن الغذائي..).
من جانبه، أوضح إبراهيم التركي أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش-آسفي، أن هذه الندوة تأتي في ظل حالة الخصاص المائي والجفاف الذي أصبح معطى بنيويا بالمغرب، الذي يشهد حاليا تراجعا في موارد المياه.
وأكد التركي على أهمية التفكير الجماعي والمشاركة في وضع استراتيجيات لتدبير الموارد المائية في هذه المرحلة المطبوعة بندرة هذه المادة الحيوية، مشيرا الى أن المنظومة المائية لازالت تواجه العديد من التحديات الكبرى، المرتبطة أساسا باستفحال الظواهر المناخية وما يترتب عنها من ندرة الموارد المائية، وعدم تكافئها مع الحاجيات المتزايدة بسبب النمو الديمغرافي، ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما في القطاع الفلاحي.
المصدر : موقع جريدة الصحراء المغربية