ندوة وطنية بالدار البيضاء تناقش دور قطاع البناء في مواجهة الإجهاد المائي بالمغرب
احتضنت المدرسة المغربية لعلوم المهندس EMSI بالدار البيضاء، يوم الإثنين 22 دجنبر 2025، ندوة وطنية خُصصت لموضوع الماء، تحت عنوان: "السدود وتحلية المياه بالمغرب: قطاع البناء والأشغال العمومية في قلب الرؤية الملكية للصمود المائي". وقد نُظم هذا اللقاء بفضاء Campus Anfa، بحضور عدد من الخبراء والمسؤولين، إلى جانب طلبة مهندسين مهتمين بقضايا في المجال المائي.
وجاءت هذه الندوة تماشيا مع الخطابات الملكية التي دعت إلى تعبئة شاملة لمواجهة تحدي الإجهاد المائي الذي يعرفه المغرب. وقد سعى المنظمون من خلال هذا الحدث إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه قطاع البناء والأشغال العمومية، وكذلك المهندس المغربي، في تنزيل خارطة الطريق المائية للمملكة، خاصة في ما يتعلق بإنجاز السدود، ومحطات تحلية المياه، والبنيات التحتية المرتبطة بنقل الماء.
وشكلت الندوة فضاءً للنقاش وتبادل الرؤى بين صناع القرار وخبراء الميدان، وهو ما منحها بعداً استراتيجياً. فقد عرفت مشاركة السيدة شرفات أفيلال، الوزيرة السابقة المنتدبة المكلفة بالماء، التي راكمت تجربة مهمة في تدبير هذا القطاع الحيوي، كما شاركت الدكتورة حورية التازي صادق، رئيسة الائتلاف المغربي للماء، التي تشتغل على قضايا الحكامة المائية والترافع من أجل حماية الموارد المائية.
كما عرفت الندوة حضور السيد أحمد فؤاد الشرايبي، الخبير الاستشاري في مجال السدود والمنشآت تحت أرضية، والمدير العام السابق لشركة NOVEC، إلى جانب السيد أحمد علوي، المدير المكلف بمهمة لدى المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. وشارك كذلك السيد يونس زماني، المدير العام لشركة ATNER، الرائدة في مجال تصفية المياه العادمة، إضافة إلى السيدة فاطمة الزهراء أخريف، المسؤولة عن الأداء بشركة OCP Green Water.
وقد تمحورت تدخلات المشاركين حول أهمية المشاريع المائية الكبرى، والدور الذي تلعبه الهندسة والبنيات التحتية في ضمان الأمن المائي للمغرب. كما تم التأكيد على أن مواجهة التحديات المرتبطة بندرة المياه تتطلب تضافر جهود الدولة، والمؤسسات، والقطاع الخاص، إلى جانب الكفاءات الهندسية الوطنية.
ويكتسي هذا الحدث أهمية خاصة لكونه من تنظيم طلبة مهندسين ينتمون إلى نادي الهندسة المدنية، وهو ما يعكس بوضوح انخراط الشباب المغربي في القضايا الكبرى للمملكة. كما يؤكد هذا التنظيم قدرة الطلبة على المساهمة في النقاش العمومي، واستعدادهم لتحمل المسؤولية ورفع المشعل في الأوراش الاستراتيجية التي يعرفها المغرب، وفي مقدمتها الأوراش الكبرى في المجال المائي.