نجاح النسخة الأولى من المعارض الجهوية للماء
قامت وزارة التجهيز والماء، خلال هذه السنة، وبمشاركة كافة المتدخلين والفاعلين في مجال الماء، إضافة إلى السلطات العمومية، وعدد من المؤسسات التعليمية والجامعات وفعاليات المجتمع المدني المهتمة بمجالي الماء والبيئة، بإطلاق مشروع جهوي مهم يتمثل في المعارض الجهوية للماء، التي احتضنتها جهات المملكة، وذلك بهدف توعية المواطنات والمواطنين والناشئة بأهمية الاقتصاد في الماء والمحافظة عليه ولمشاركة التجارب الناجحة للمدارس والجمعيات والمستثمرين ومستعملي الماء في مجال الاقتصاد في الماء، ناهيك على وترسيخ ثقافة الحفاظ عليه وفكرة عقلنة استعماله. كما أتاحت هذه المعارض فرصة لكل المواطنات والمواطنين للتعرف على الدور الفعال لوكالات الأحواض المائية في مجالات التقييم الكمي والكيفي للموارد المائية وتخطيط وتدبير هذه الموارد والملك العمومي المائي.
وافتتح السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء كل هذه المعارض، وأعطى انطلاقة نسختها الأولى، حيث أوضح في هذا الصدد أن أهم الأهداف المتوخاة من تنظيم هذه التظاهرات النوعية على مستوى عدد من جهات المملكة يتمثل في جعل المعارض المائية فضاء لتوعية وتحسيس المواطنين، ومختلف مستعملي الماء بأهمية الموارد المائية وللتعرف على المبادرات الجهوية البارزة في مجال الماء والمتماشية مع ظروف ومناخ كل حوض مائي، علاوة على كون هذه المعارض ستكون كمجال هام للتواصل والتفاعل بين المتخصصين والفاعلين في مجال الماء وكذا المجتمع المدني وجمعيات مستعملي الماء.
وعرفت النسخة الأولى من المعارض الجهوية المائية إشادة من طرف جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في مجال الماء، حيث أكدت في مداخلاتها أن عدد من جهات المملكة صارت رائدة على الصعيد الوطني في اللجوء إلى المياه غيرالاعتيادية، كخيار استراتيجي لتطوير العرض المائي، خاصة في ظل الظرفية المناخية الراهنة المتسمة بندرة الموارد المائية الاعتيادية، وهو ما مكن عدد من الفاعلين على المستوى الجهوي من تقاسم تجاربهم الناجحة ولتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في مجال الماء، وكذا الموروث المائي الذي تعرفه أقاليم ومدن هذه الجهات خاصة ما يتعلق بتدبير الموارد المائية لسد حاجيات مياه الشرب والمساهمة الفعالة في سقي الأراضي الفلاحية.
وشكلت هذه المعارض المائية مناسبة هامة للمدارس والجمعيات لتقديم وصلات فنية من قبل أطفال المؤسسات التعليمية حول أهمية المحافظة على الموارد المائية وعقلنة استهلاكها، ولتقديم نبذة عن المميزات المناخية والأنشطة الاقتصادية وكذا أهم المؤهلات السياحية لكل جهة على حدة، إضافة إلى أن المعارض كانت فرصة سانحة من أجل بلورة توجهات استراتيجية واقتراح أفكار وتوصيات مبتكرة، من أجل التحضير للمرحلة المقبلة وتمكين المملكة من مواصلة جهودها في مجال التدبير المندمج والمستدام للموارد المائية.
هذا، وقام عدد من الفاعلين في مجال الماء بتقديم أنشطة تهم اعتماد حكامة جيدة لتدبير أمثل للموارد المائية، واعتماد برامج ومبادرات أكثر طموحا، واستثمار الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة، في مجال اقتصاد الماء وإعادة استخدام المياه العادمة. كما ساهمت المدارس بتقديم أنشطة مختلفة من طرف تلاميذها حول الاقتصاد في الماء.