نظام الإنذار المبكر بالجنوب الشرقي.. آلية استباقية للوقاية من مخاطر الفيضانات وحماية الأرواح والممتلكات
في إطار تعزيز الاستعداد المسبق لمواجهة مخاطر الفيضانات، تم إرساء نظام للإنذار المبكر بالجنوب الشرقي، يعتمد على شبكة من المحطات الهيدرولوجية لمراقبة ارتفاع منسوب الأودية والحمولات المائية القوية، بهدف حماية الأرواح والممتلكات.
ويضم هذا النظام حاليًا 37 محطة هيدرولوجية أوتوماتيكية، من بينها 7 محطات مخصصة للإنذار المبكر، تقوم برصد المعطيات الهيدرو-مناخية المرتبطة بتغير مستوى المياه. ويتم إرسال هذه المعطيات بشكل فوري إلى مركز الإشعار المتواجد بوكالة الحوض المائي لكير-زيز-غريس، حيث يتم تحليلها واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وعند تسجيل ارتفاع خطير في منسوب مياه الأودية، يتم تفعيل صفارات الإنذار المتواجدة بمحطات معينة، من بينها محطة حامات مولاي علي الشريف. ويُسمع دوي صفارة الإنذار لتنبيه الساكنة المجاورة لمجاري المياه ودعوتها إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، ومغادرة المناطق المهددة بالخطر، خاصة تلك التي تعرف توافدًا للسكان أو للزوار.
ولا يقتصر نظام الإنذار على الصفارات المحلية فقط، بل يشمل أيضًا الإطلاق عن بُعد عبر إرسال رسائل صوتية موجهة للساكنة بأربع لغات، هي العربية، والأمازيغية، والفرنسية، والإنجليزية، وذلك لضمان وصول التحذير إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين بمختلف فئاتهم.
وتواصل وكالة الحوض المائي لكير-زيز-غريس جهودها لتوسيع هذا النظام وتطويره، في إطار مشاريع ذات تمويل مشترك مع صندوق مكافحة آثار الكوارث الطبيعية التابع لوزارة الداخلية. ويعكس هذا النظام أهمية الاستشعار المبكر والتدخل الاستباقي كوسيلة فعالة للحد من مخاطر السيول والفيضانات، وتعزيز حماية الأرواح والممتلكات بالمناطق المهددة بالحمولات المائية القوية.