نزار بركة.. المغرب اتخذ تدابير عملية استباقية لمواجهة تراجع الموارد المائية
أكد وزير التجهيز والماء، اليوم الخميس 22 يونيو 2023 بطنجة في كلمة خلال الافتتاح الرسمي لمؤتمر "ميد كوب المناخ 2023" المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المغرب اتخذ تدابير عملية استباقية لمواجهة تراجع الموارد المائية بسبب التغيرات المناخية التي تؤثر على حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأبرز السيد بركة أن المغرب، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عمل على تعزيز صموده في مواجهة التغيرات المناخية، ولاسيما في ظرفية تتسم بضعف التساقطات، مبرزا ان المملكة تتوفر على 152 سدا بقدرة تخزين تناهز 19,9 مليار متر مكعب، من المرتقب أن ترتفع إلى 25 مليار متر مكعب في افق سنة 2027، كما يجري بناء عدة السدود تلية وصغرى، وتنظيم تدبير المياه الجوفية عبر عقود الفرشات، والعمل على ربط الأحواض المائية، والذي سيمكن خلال الأشهر المقبلة من نقل بين 300 مليون و 450 مليون متر مكعب من المياه من حوض سبو إلى حوض أبو رقراق، وبالتالي ضمان مياه الشرب لحوالي 12 في المائة من ساكنة المغرب.
في السياق ذاته، أضاف الوزير أن العمل انصب على تقوية العرض المائي من خلال تحلية مياه البحر، حيث ستنتقل قدرة المعالجة من 150 مليون متر مكعب سنويا حاليا إلى مليار متر مكعب سنويا في أفق 2030، ومضاعفة القدرة على معالجة المياه العادمة بثلاث مرات في أفق عام 2026، والاقتصاد في استهلاك المياه عبر تحويل أنظمة الري إلى الري بالتنقيط وتحسين مردودية القنوات، ووضع آليات النجاعة المائية في عدد من الصناعات والأنشطة الاقتصادية، ورفع مساهمة الطاقة الكهرمائية في المزيج الطاقي بالمملكة.
واعتبر السيد بركة أن مؤتمر "ميد كوب" يشكل فرصة فريدة لتبادل التجارب الجيدة في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وبناء شراكات استراتيجية وتعزيز التعاون الإقليمي، على اعتبار أن العمل المشترك والتنسيق حول قضايا المناخ يعد السبيل الأمثل للتصدي لتأثيرات التغيرات المناخية التي تعتبر تحديات مشتركة بحوض المتوسط.
في هذا السياق، سجل أن تنظيم هذا المؤتمر يعكس الالتزام المشترك بالتعاون والتنسيق الإقليمي لمواجهة تحديات التغير المناخي، الذي صار يشكل تهديدا حقيقيا للبيئة والمجتمعات في مختلف بقاع العالم، لاسيما بحوض المتوسط، الذي بالنظر لموقعه الجغرافي وخصوصياته الطبيعية وكذا السوسيو اقتصادية وساكنته التي تقدر ب 500 مليون شخص، يعتبر من المناطق الأكثر حساسية والتي يشتد فيها وقع التغيرات المناخية.
وسجل بأن تقريرا علميا أبان عن ارتفاع درجة الحرارة بالمتوسط قدر بحوالي 1,5 درجة تقريبا منذ ما قبل العصر الصناعي، أي 20 % أسرع من المتوسط العالمي، وفي حالة عدم اتخاذ تدابير إضافية، سترتفع درجة الحرارة في منطقة البحر المتوسط بمقدار 2.2 درجة مئوية بحلول عام 2040، كما سيؤثر ارتفاع سطح البحر على ثلث سكان المنطقة في المناطق الساحلية ويهدد سبل عيش ما لا يقل عن 37 مليون شخص في شمال إفريقيا لتأثير ذلك على الإنتاج الزراعي، وتراجع توفر المياه العذبة بنسبة تصل إلى 15 في المائة خلال العقود القادمة، ما سيعرض حوالي 250 مليون شخص للفقر المائي.