نزار بركة بالبرلمان.. انخفاض الواردات المائية بالمملكة بنسبة 67% والعمل على ترشيد أكثر للمياه
كشف وزير التجهيز والماء، السيد نزار بركة، معطيات "مقلقة" حول الأزمة المائية التي تواجه المملكة، خلال جلسة عمومية حول الوضع المائي، حيث أكد أن الواردات المائية انخفضت بمختلف السدود بنسبة تصل إلى 67%، وأفاد أيضا أن استغلال الفرشة المائية يبلغ ما بين مليار و1,5 مليار متر مكعب سنويا، مما يتطلب التركيز على تحسين كفاءة استخدام المياه وترشيد استعمالها.
وقد شهد حوض اللكوس تراجعا في وارداته المائية، إذ استقبل خلال هذه السنة الهيدرولوجية 23 مليون متر مكعب فقط، بعدما كانت وارداته السنة الماضية 282 مليون متر مكعب، وعرف حوض سبو هو الآخر نقصا هاما في الواردات المائية، حيث تراجعت من 758 مليون متر مكعب إلى 90 مليون متر مكعب، فيما شهد سد الوحدة الذي يعتبر أكبر سد من حيث الإمكانيات المتواجدة فيه، تراجعا مهولا من 400 مليون متر مكعب سنويا إلى 11 مليون متر مكعب فقط.
وفي سياق متصل، أوضح بركة أن الفرشة المائية تراجعت بشكل ملحوظ في عدة مناطق بالمغرب، وأكد على أهمية الحفاظ على الفرشات لاستدامة الزراعة وضمان مستقبل الأجيال القادمة. كما حَذّر وزير التجهيز والماء من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية ببلادنا، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى زيادة في معدل التبخر إلى مليون و500 ألف متر مكعب من المياه يوميا.
وخلال كلمته، أشار بركة أنه "لو لم يتم إنجاز المشروع الملكي للربط بين سبو وحوض أبي رقراق لَتَمّ قطع الماء يوم 18 دجنبر الماضي على ساكنة محور الرباط والدار البيضاء"، حيث أعرب أنه تم استقبال حوالي 115 مليون متر مكعب بفضل مشروع الربط، لتبلغ نسبة ملء حوض أبي رقراق حوالي 19%.
وفي محاولة لتدبير الأزمة، أعلن نزار بركة عن خطة حكومية ترتكز على تحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة. كما دعا إلى عقلنة الطلب على الماء ووقف تبذيره وكذا تعزيز فعالية استخدام المياه، مع التأكيد على أهمية الرّي بالتنقيط.
وختم وزير التجهيز والماء حديثه بنداء إلى جميع الفاعلين للتعاون وتكثيف الجهود لتجاوز هذه الظروف المائية الصعبة، كما أكد السيد الوزير على أهمية العمل الحكومي للربط بين الأحواض المائية بالمملكة من أجل الحفاظ على الموارد المائية وضمان استدامتها للاستفادة منها مستقبلا.