عقد اجتماع مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لسوس ماسة لدورة سنة 2024 بمدينة أكادير

ترأس السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أشغال مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لسوس ماسة برسم دورة سنة 2024، وذلك بحضور السيد والي جهة سوس ماسة - عامل عمالة أكادير إدا وتنان والسيد عامل عمالة انزكان آيت ملول والسيد رئيس جهة سوس ماسة، علاوة على السيد رئيس مجلس الحوض المائي لسوس ماسة والسادة البرلمانيين والسادة أعضاء المجالس المنتخبة. وقد خصص هذا اللقاء الهام لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2023، وتقديم برنامج عملها ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2025 مع الوقوف على مدى تقدم إنجاز ميزانيتها لسنة 2024.
وفي مستهل كلمته بالمناسبة، ذكَّر السيد وزير التجهيز والماء أن انعقاد مجلس إدارة وكالة الحوض لسوس ماسة يأتي في سياق خاص يتسم بقلة التساقطات المطرية وتوالي سبع سنوات من الجفاف، وما لها من تداعيات على التزويد بالماء الصالح للشرب وعلى الأنشطة الفلاحية بهذه الجهة.
وفي هذا الشأن، أوضح السيد نزار بركة أن مجهودات الحكومة متواصلة على كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها، مستحضرة التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد، حيث أكد جلالته على ضرورة بذل المزيد من الجهد واليقظة، وإبداع الحلول والحكامة في تدبير إشكالية الماء.
وبالموازاة مع هذا، وبعد أن استعرض أهم منجزات المملكة في مجال الماء، والتي تحققت بفضل اعتمادها السياسة المائية الاستباقية والمتجددة، أفاد السيد الوزير أن تفعيل هذه السياسة مكن بلادنا من تخطي فترات جفاف صعبة ومن ضمان استمرارية التزويد بالماء الشروب بصفة مرضية.
وفي نفس السياق، صرح السيد نزار بركة أن الوزارة تواصل تحيين الاستراتيجية الوطنية للماء، أخذا بعين الاعتبار وضعية الموارد المائية الوطنية الحالية تحت تأثير التغيرات المناخية. كما تعمل الوزارة على مراجعة وإغناء مشروع المخطط الوطني للماء على ضوء التوجيهات الملكية السامية، ونتائج المخططات التوجيهية للتهيئة المندمجة للموارد المائية المصادق عليها.
وبعد أن استعرض منجزات المملكة الهامة في مجال الماء، أوضح السيد الوزير أن حوض سوس ماسة شَهِدَ خلال السنة المنصرمة:
- مواصلة انجاز أشغال تعلية سد المختار السوسي بإقليم تارودانت لتبلغ سعته 281 مليون م3، والذي بلغت نسبة إنجاز الأشغال به %60.
- مواصلة إنجاز أشغال سد تامري بعمالة أكادير إداوتنان بسعة تخزين 204 مليون م3. والذي بلغت نسبة انجاز الاشغال به %62؛
- مواصلة إنجاز أشغال السد الصغير إد أوكنديف بإقليم اشتوكة آيت باها؛
- مواصلة إنجاز أشغال السد الصغير أخفمان بإقليم تارودانت؛
- إعادة إطلاق طلبات العروض لإنجاز سد سيدي يعقوب بإقليم تزنيت؛
- مواصلة استغلال محطة تحلية مياه البحر بشتوكة آيت باها مما يمكن من تلبية أغلب حاجيات أكادير الكبير من الماء الصالح للشرب وتقليص العجز الحاصل في الفرشة المائية لشتوكة لسقي حوالي 000 10 هكتار؛
- شراء وتركيب ما لا يقل عن 13 محطة متنقلة للتحلية وإزالة المعادن بمجموع تراب الجهة؛
وبالإضافة إلى هذه المشاريع المهيكلة المنجزة فقد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستعجالية للحد من حالات الخصاص في مياه الشرب، حيث تم اقتناء الشاحنات الصهريجية وإنجاز أثقاب استكشافية واستغلالية ووضع مضخات عائمة بسدود أولوز والأمير مولاي عبد الله ويوسف بن تاشفين وكذا تفعيل اللجن الجهوية والإقليمية للماء.
وفي معرض كلمته، أبرز السيد الوزير أن حوض سوس ماسة شهد خلال السنة الهيدرولوجية 2023-2024 عجزا ملحوظا في التساقطات المطرية ناهز 59,3 % مقارنة بالمعدل السنوي. وقد اثرت هذه الوضعية سلبا على الواردات المائية بسدود الحوض، حيث بلغ العجز المسجل خلال السنة الهيدرولوجية المنصرمة 82 % مقارنة مع المعدل السنوي العادي.
ونظرا لما يمكن أن ينجم عن هذه الوضعية من مشاكل لتلبية كل الحاجيات، أكد السيد نزار بركة أن الحكومة تواصل تنزيل برامج مهيكلة بحوض سوس ماسة، حيث تمت برمجة إنجاز العديد من المشاريع أهمها:
- محطة التحلية بسوس ماسة بقدرة إنتاجية تقدر ب 350 مليون م3/السنة منها 100 مليون م3 موجهة للماء الصالح للشرب و250 مليون م3 للسقي؛
- 8 سدود صغرى وتلية بمنطقة نفوذ الوكالة وفقا لمقترحات اللجن الجهوية التي يرأسها السادة الولاة ؛
- مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية من أجل تلبية النقص الظرفي لمياه الشرب خاصة بالمناطق القروية؛
- مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء لتخفيف الضغط على الموارد المائية الاعتيادية؛
وعلى صعيد آخر، وفي إطار مواصلة تفعيل التوجيهات الملكية السامية المتعلقة باعتماد تواصل شفاف ومنتظم اتجاه المواطنات والمواطنين حول تطورات الوضعية المائية، صرح السيد الوزير لأعضاء المجلس الإداري أن سنة 2024 شهدت إطلاق الحملة التحسيسية الوطنية الكبرى لتعزيز الوعي الجماعي بضرورة الاقتصاد في استهلاك الماء واعتماد سلوك مسؤول ومُواطن اتجاهه. وأفاد السيد الوزير أن هذه الحملة سجلت نسبا قياسية في عدد مشاهدة وصلاتها التحسيسية. وأضاف أن الوزارة قامت بتجديد وتنويع محتوى المنصة التواصلية "الما ديالنا" وكذا إطلاق تطبيقها الجديد على الهواتف الذكية، مع وضع رقمها على الواتساب رهن الإشارة للتبليغ عن أي ممارسات تتعلّق بتبذير الماء وأي انتهاك للملك العمومي المائي.
وفي الأخير، تجدر الإشارة إلى أنه خلال اجتماع المجلس الاداري، تمت المصادقة على عدد من مشاريع الاتفاقيات تهم الحوض المائي لسوس ماسة ومن بينها مشاريع التغذية الاصطناعية للفرشات المائية وحمايتها، ومشاريع الحماية من الفيضانات علاوة على الشراكة مع مؤسسات أجنبية.