قطع الماء على مدن وقرى ليلاً.. الجفاف يلزم إسبانيا على اتخاذ قرارات صارمة
بدأت أولى موجات الجفاف الشديدة بدولة إسبانيا خلال عام 2022، وهو السيناريو الذي تكرر خلال السنة الماضية 2023.. ومع بداية السنة الجارية 2024 بشدة أكبر، كشف تقرير صحفي إسباني أن تدبير الأمطار والمياه يفتقر إلى تحليل مستمر من قبل الإدارات والخبراء، حيث أصبح الجفاف الشديد أكبر التحديات التي تواجه إسبانيا خلال العام الجديد.
وأشارت صحيفة "الموندو الإسبانية" إلى أن الجفاف بمدينة مالقة الجنوبية يشكل أكبر الأزمات بالبلاد، حيث أدى ذلك إلى قطع المياه ليلاً في العديد من المدن خلال الصيف الماضي، حيث شهدت مدينة جيرونا إطلاق ناقوس الخطر في 22 بلدية، كما انطلقت محاولات لتقنين المياه. ومن جهتها، ستنفذ كاتالونيا إجراءات جديدة ابتداء من يناير الجاري وستحد من استخدام المياه، نظرا لنقص الخزانات التي تعرف نسبة ملء أقل من 20%.
ويعتبر جفاف مدينة جيرونا، تاسع أكثر الكوارث المناخية تكلفة في العالم في عام 2023، حيث تبلغ عدة خزانات حاليًا حوالي 18٪ فقط، في حين كانت النسبة في نفس الفترة العام الماضي تناهز 40٪، إذ أصبح اتخاذ تدابير الحفاظ على الموارد المائية المتبقية ضروريًا. وتفرض مالقة حاليًا قيودًا على كل من: بيريانا، سيديلا، فيليز مالقة، البورج، وبينامارجوسا.
في هذا الصدد، يشير مدير مختبر علم المناخ في جامعة أليكانتي، خورخي أولسينا، إلى أنه ينبغي اتخاذ التدابير في أوقات مثالية، عندما لا تكون المياه مشكلة، إذ "يجب حل مشكلة الجفاف في سنوات الوفرة"، ويشير الخبير إلى أنه في العام الماضي، كان عام جفاف وتَوَجَّب اتخاذ تدابير أكثر صرامة، مشيرا إلى أن نقص الأمطار الذي تعاني منه إسبانيا يجب تعويضه من خلال إدارة جذرية وفعالة للمياه. وترجع هشاشة الخزانات أيضا إلى هدر المياه في أنشطة ليست ضرورية للنشاط الاقتصادي أو الصحي، وكذلك في الخطط الاستراتيجية المصممة قبل أن يصبح تغير المناخ مشكلة حقيقية اليوم.