سد دار خروفة بإقليم العرائش.. منشأة مائية تساهم في تحقيق الأمنَيْن المائي والغذائي شمال المملكة

على الطريق المؤدية إلى سد دار خروفة بإقليم العرائش، تظهر مناظر طبيعية جميلة تجمع بين البساط الأخضر والأراضي الزراعية. في هذه المنطقة، أصبح السد مصدرا مهما للتزويد بالماء الصالح للشرب لسكان مدينة طنجة والمناطق المجاورة، وكذا توفير مياه السقي للأراضي الزراعية.

سياسة بناء السدود في المغرب بدأت منذ سنة 1960 بقيادة الملك الراحل الحسن الثاني، واستمرت بشكل أقوى مع الملك محمد السادس، نصره الله. هذه السياسة ساعدت في تعبئة الموارد المائية بالمملكة، واليوم، يوجد 154 سدا كبيرا بسعة 20.8 مليار متر مكعب. منذ سنة 1999، تم بناء 61 سدا بسعة 6.35 مليار متر مكعب. إضافة إلى ذلك، يوجد حاليا 14 سدا في طور البناء ضمنها سدان يتم تعليتهما، بسعة 4.9 مليار متر مكعب. 

في 9 فبراير 2010، أعطى الملك محمد السادس الانطلاقة الرسمية لبناء سد دار خروفة بجماعة زعرورة. وتصل سعته إلى 480 مليون متر مكعب. بفضله، أصبح بالإمكان سقي مساحة 21 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، وتزويد جهة طنجة تطوان الحسيمة بالماء الشروب.

وفي إطار التوجيهات الملكية، تم إطلاق مشروعين لربط سد دار خروفة بسدي التاسع أبريل ووادي المخازن. المشروع الأول بلغت كلفته 187 مليون درهم، ويهدف لنقل 50 مليون متر مكعب من الماء سنويا لتزويد طنجة. بينما المشروع الثاني كلف حوالي 840 مليون درهم، ويهدف لتحويل 100 مليون متر مكعب لدعم الفلاحة وضمان الإمدادات المائية.

ويمتد مشروع ربط سد وادي المخازن بسد دار خروفة على مسافة 40 كيلومترا، ويهدف إلى تقوية تزويد طنجة الكبرى بالماء، إضافة إلى دعم المناطق الزراعية بالماء في ظل التحديات المناخية.

حسب ياسين وهبي، مدير تخطيط وتقييم الموارد المائية بوكالة الحوض المائي اللكوس، يعتبر سد دار خروفة ثاني أكبر سد تابع للوكالة. يقع السد على بعد 29 كيلومترا من العرائش و34 كيلومترا من القصر الكبير. بدأ تشغيل السد سنة 2018، ويحتوي حاليا على 112 مليون متر مكعب، أي 23% من طاقته، حسب تصريح له لجريدة "العمق المغربي" الإلكترونية.

السد من النوع الترابي ذو النواة الطينية، ويتكون من حاجز رئيسي وحاجز للفج. الهدف منه هو سقي مساحة فلاحية كبيرة، منها 10 آلاف هكتار مجهزة، وتستفيد من 22 مليون متر مكعب سنويا. كما يساهم السد في نقل 50 مليون متر مكعب سنويا لتزويد طنجة بالماء الشروب.

من الجانب التقني، أوضح محسن العسري، رئيس سد دار خروفة، أن السد يحتوي على برج مآخذ المياه ومفرغي حمولة وقعر، إضافة إلى الحاجز الرئيسي الذي يبلغ علوه 73.5 مترا. حجم الردم بالحاجز الرئيسي وصل إلى 1.7 مليون متر مكعب، و0.3 مليون متر مكعب في حاجز الفج. وتصل تكلفة المشروع إلى حوالي 1.5 مليار درهم. كما يتم مراقبة السد لضمان سلامته بشكل يومي، حسب تصريح له لجريدة "العمق المغربي" الإلكترونية.

سد دار خروفة يمثل إرادة قوية لمواجهة تحديات الماء، ويؤكد الرؤية الواضحة نحو تحقيق الأمن المائي والغذائي في جهة الشمال.