تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سدود المغرب.. رؤية ملكية مُتَبصِّرة لضمان الأمن المائي بالمملكة

سدود المغرب.. رؤية ملكية مُتَبصِّرة لضمان الأمن المائي بالمملكة

تُعد السدود في المغرب من بين الركائز الأساسية التي تعتمد عليها المملكة لتحقيق الأمن المائي، وهي رؤية ملكية نابعة من التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. هذه الرؤية تستند إلى تخطيط استباقي وطموح يهدف إلى تدبير الموارد المائية بشكل عقلاني ومستدام، خاصة في ظل التحديات المناخية وندرة المياه التي يعرفها العالم اليوم.

وقد تم إطلاق ورش بناء السدود بالمملكة منذ عدة عقود من الزمن، وتميز هذا الورش بدينامية قوية مكنت المغرب من التوفر على منظومة سدود متنوعة وموزعة عبر مختلف جهات البلاد، حيث انتقل عدد السدود الكبرى من 95 سدا سنة 1999 إلى 154 سدا كبيرا حاليًا. ولا يقتصر دور هذه السدود على تعبئة الموارد المائية فقط، بل تلعب دوراً مهماً في تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، وسقي الأراضي الفلاحية، وحماية المناطق من الفيضانات.

وتجسد هذه المقاربة رؤية ملكية واضحة تهدف إلى ضمان الأمن المائي للأجيال الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال تنويع مصادر المياه، وتوسيع شبكة السدود، والعمل على تعزيز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، وتحلية مياه البحر، وترشيد الاستهلاك.

إن تفعيل هذه الرؤية يتطلب تضافر الجهود بين مختلف المتدخلين، من سلطات محلية ومؤسسات حكومية وشبه عمومية، فضلاً عن إشراك المجتمع المدني والمواطنين، بهدف تحقيق تدبير مندمج وفعال للموارد المائية.

السدود ليست مجرد منشآت مائية، بل هي رمز لتوجه استراتيجي يعكس حرص المملكة، بقيادة جلالة الملك، على ضمان الاستقرار المائي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.