تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سقي 75% من المساحات الخضراء بطنجة بفضل محطة معالجة المياه العادمة بالمدينة

سقي 75% من المساحات الخضراء بطنجة بفضل محطة معالجة المياه العادمة بالمدينة

في سياق يتسم بتراجع حجم الموارد المائية وتوالي سنوات الجفاف، يبدو أن مشروع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة بطنجة أبان عن نجاعته باعتباره مبادرة مبتكرة لمواجهة الخصاص الهيكلي في المياه، وحلا من أجل تدبير مستدام للمياه العادمة بشكل يمكن من تعبئة الموارد المائية غير التقليدية لخدمة التنمية المحلية.
فبفعل ست سنوات متوالية من الجفاف، تأثرت الموارد المائية، الجوفية كما السطحية، بشكل كبير، كما تراجعت مخزونات المياه بحقينات السدود، مقابل ارتفاع حجم الاستهلاك بسبب التزايد الديموغرافي. وفي ظل هذه الوضعية، صار قطاع الماء في قلب الانشغالات والمبادرات التي تتخذها المملكة المغربية، التي أطلقت سلسلة من البرامج والإجراءات تنفيذا للتعليمات الملكية ذات الصلة.


ومن بين هذه الإجراءات، مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، والتي توجد من بين مشاريع متعددة ترمي للحفاظ على الموارد المائية، والتي وضعت تنفيذا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتخفيف حدة الإجهاد المائي، عبر تثمين المياه العادمة المعالجة وتوجيهها إلى سقي المناطق الخضراء وملاعب الغولف بطنجة.
وتمكن محطة معالجة المياه العادمة بمنطقة بوخالف، التي تشرف على تسييرها شركة التدبير المفوض “أمانديس” والمنجزة بتمويل من شركاء قطاعيين ومؤسساتيين، من بلوغ قدرة إنتاجية تناهز 42700 مترا مكعبا في اليوم، حيث تتصل بشبكة قنوات تغطي 355 هكتارا، أي ما يعادل سقي حوالي 75 في المائة من المساحات الخضراء بطنجة، ما يمثل اقتصاد 2,4 مليون متر مكعب سنويا من الماء، أو ما يعادل استهلاك مدينة تضم 75 ألف نسمة من المياه الصالحة للشرب.


كما تسعى الشركة إلى زيادة قدرتها على معالجة المياه العادمة من خلال توسعة شبكة جمع المياه على مسافة 95 كلم إضافية، وإحداث 5 محطات ضخ جديدة وتقوية محطة معالجة المياه العادمة بمنطقة “مارينا أصيلة غولف”.
وقي هذا الصدد، أكد المدير العملياتي لـ “أمانديس”، عبد العزيز بلحاج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الشركة تعمل وفق ثلاثة محاور أساسية تتمثل في إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في سقي المناطق الخضراء، وتحسين مردودية شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب، وتحسيس السكان بضرورة المحافظة على الموارد المائية الحيوية.


وضمن المحور الأول، يضيف المتحدث، تندرج محطة المعالجة بوخالف، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، والتي مكنت منذ تشغيلها من اقتصاد استهلاك 9 ملايين متر مكعب من المياه، وينتظر أن ترتفع قدرتها إلى معالجة 3 ملايين متر مكعب سنويا ابتداء من العام الجاري.
وبخصوص المحور الثاني، شدد السيد بلحاج على أن مردودية شبكة توزيع الماء الصالح للشرب تصل إلى 79 في المائة، وهو من بين أعلى المعدلات على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن هذه النتيجة هي ثمرة إدخال تقنيات جديدة في تدبير الشبكة، وتغيير وإصلاح وتركيب قنوات جديدة، وكذا استعمال معدات جديدة في تدبير ضغط المياه.


كما تعمل “أمانديس”، وفق المسؤول ذاته، بتعاون وثيق مع النسيج الجمعوي، على تحسيس المواطنين من أجل الحفاظ على هذا المورد الحيوي، عبر ورشات وحملات تحسيسية وتواصلية وأنشطة موجهة للتلاميذ والشباب.
من جهتها، تحدثت المسؤولة عن مختبر مراقبة جودة المياه بـ “أمانديس”، عزيزة دردار، عن المهام الأساسية لهذا المختبر الذي يعمل على تحليل جودة المياه منذ وصولها إلى محطة المعالجة إلى غاية توزيعها لسقي المناطق الخضراء وفق معايير وطنية صارمة، مضيفة أنه من أجل هذا التتبع يتم تحليل حوالي 60 مؤشرا في كل عينة، أي ما يقارب 9 آلاف معيار سنويا.
وشددت على أن الأمر يتعلق بتحاليل تمكن من ضمان استجابة المياه المعالجة الموزعة لسقي المناطق الخضراء لمعايير الجودة.