تَحَسُّن ملحوظ في بعض المناطق.. تأثير إيجابي للأمطار الأخيرة على الزراعة في المغرب

شهد المغرب خلال بداية عام 2025 تحسنًا نسبيًا في الظروف المناخية مقارنة بالسنة الماضية، رغم استمرار حالة الجفاف. فقد سجلت مناطق عدة زيادة في معدل التساقطات المطرية، مما ساهم في تحسين الغطاء النباتي وحالة الزراعة بشكل عام، لكنه لم يكن كافيًا لتعويض العجز المسجل خلال السنوات الماضية.
تحسن نسبي في الظروف المناخية
في عام 2024، كانت الظروف الجوية قاسية، حيث شهد المغرب نقصًا حادًا في الأمطار وارتفاعًا في درجات الحرارة حتى خلال فصل الشتاء. أما في يناير 2025، فقد سُجِّلت كميات أكبر من التساقطات المطرية، حيث بلغت في محطة "النواصر" بمنطقة الشاوية حوالي 30.4 ملم، مقارنة بـ 11.7 ملم فقط خلال نفس الشهر من العام الماضي. كما أن درجات الحرارة كانت أقل، إذ بلغ متوسطها 13.9 درجة مئوية، بينما سجل يناير 2024 معدلًا أعلى بلغ 15.8 درجة مئوية.
تأثير التساقطات على القطاع الفلاحي
تسببت زيادة الأمطار في التخفيف من الندرة المائية، مما كان له تأثير إيجابي على التربة والمحاصيل الزراعية. كما ساعدت هذه التساقطات في تحسين مخزون المياه الجوفية والخزانات، وهو ما قد يخفف من تأثير الجفاف المستمر.
ومع ذلك، أشار وزير الفلاحة إلى أن معدل الأمطار المسجل لا يزال أقل من المتوسط للثلاثين سنة الماضية. ومن أجل دعم المزارعين في مواجهة هذا التحدي، أعلنت الحكومة سابقاً عن برنامج للمساعدات يشمل توزيع 1.3 مليون قنطار من البذور المختارة وقرابة 200 ألف طن من الأسمدة المدعمة.
مقارنة مع السنوات الماضية
في سياق المقارنة مع الأعوام السابقة، يظل عام 2018 هو آخر سنة شهدت تساقطات غزيرة، حيث سجلت محطة النواصر حينها معدلًا مرتفعًا بلغ 50.4 ملم، مع انخفاض في درجات الحرارة إلى 11.1 درجة مئوية، إذ كان توزيع الأمطار خلال ذلك العام أفضل، كما شهدت 8 أيام أمطارًا تجاوزت 1 ملم، منها يومان تعدت فيهما التساقطات 10 ملم، و5 أيام كانت فيها الأمطار فوق 5 ملم.
توقعات واستنتاجات
رغم التحسن النسبي في بداية عام 2025، لا تزال التحديات قائمة بسبب نقص الأمطار المتواصل خلال السنوات السبع الأخيرة. ومع استمرار التغيرات المناخية، من الضروري البحث عن حلول مستدامة لضمان الأمن الغذائي والاستفادة القصوى من الموارد المائية المتاحة.