مشاريع كبرى لتجاوز أزمة الإجهاد المائي بالدار البيضاء-سطات
تأمين الماء الصالح للشرب على رأس أولويات الوزارة ومجلسي الجهة والمدينة
ترأس السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، يوم الثلاثاء 20 يونيو 2023، بمقر ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، اجتماع عمل خاص بدراسة وضعية برامج التزود بالماء الصالح للشرب وتدبير حالة الإجهاد المائي على صعيد الجهة، بحضور السيد رئيس جهة الدار البيضاء-سطات، والسادة عمال الأقاليم المعنية عن الجهة، والسيدة رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، ، والسيد المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والسيد مدير البحث والتخطيط المائي والسادة مدراء وكالتي الأحواض المائية لأم الربيع وأبي رقراق الشاوية والسيد مدير لديك والسيد المدير الجهوي للفلاحة بالدار البيضاء-سطات، وعدد من السيدات والسادة أطر الوزارة، والسيدات والسادة ممثلي جمعيات المجتمع المدني.
وشكل هذا الاجتماع مناسبة هامة للسيد الوزير، لوضع السيدات والسادة المشاركين بما تم القيام به وإنجازه طبقا للتوجيهات الملكية السامية حول قطاع الماء، والوقوف عند الوضعية الراهنة وما تم تحقيقه من خلال الاستراتيجية المعتمدة من قبل الوزارة والمجهودات التي يتم تسخيرها من طرف باقي الشركاء الآخرين لمواجهة التغيرات المناخية وحالة الإجهاد المائي التي تعرفها المنطقة من خلال إطلاق وإنجاز عدد من المشاريع الكبرى لتأمين تزويد جهة الدار البيضاء-سطات بالماء الصالح للشرب.
إطلاق مشاريع كبرى بالجهة لمواجهة الإجهاد المائي
أشار السيد نزار بركة في عرض قدمه خلال هذا الاجتماع إلى مجموعة من الإجراءات التي تعتزم الوزارة القيام بها لمواجهة إشكالية ندرة المياه خلال فصل الصيف الجاري حيث أكد على الشروع في استغلال مشروع الربط لشبكتي التزويد الشمالي والجنوبي للدار البيضاء الكبرى مما سيمكن من الرفع من الحجم المخصص للماء الصالح للشرب لمدينة الدار البيضاء انطلاقا من سد سيدي محمد بن عبد الله، وإلى الشروع في إنجاز محطة تحلية مياه البحر بجهة الدار البيضاء-سطات، بسعة إجمالية تقدر بـ 300 مليون م3 في السنة حيث من المرتقب الشروع في إنشاء المرحلة الأولى منها خلال أواخر هذه السنة بسعة 200 مليون م3 في السنة لتأمين تزويد الجهة بالماء الصالح للشرب في ظروف مرضية، وكذا إلى مواصلة إنجاز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء والملاعب الرياضية.
وبخصوص مشروع محطة تحلية المياه في الدار البيضاء، أبرز السيد نزار بركة، أن هذا الأخير يكتسي أهمية كبيرة للتخفيف من الضغط على الموارد المائية، مشيرا إلى تخصيص 50 مليون متر مكعب للسقي من أصل 300 مليون متر مكعب المخصصة للمشروع، مشيرا إلى أن تكون الزراعات التي ستستعمل هذه المياه ذات قيمة مضافة كافية لدفع تكلفة الماء ومعرفة مدى قدرة الفلاحين على دفع هذه التكلفة والتوقيع قبل التنفيذ على عقد بين الأطراف المعنية، مؤكدا أن الحكومة لن تتمكن من إنشاء صندوق مقاصة آخر.
وذكر السيد الوزير أن هناك توقعات بعدم تسجيل أي نقص في المياه بالجهة حتى نونبر المقبل، مشددا على ضرورة استكمال عملية الربط بين الأحواض المائية والتركيز على ترشيد استعمال المياه واقتصادها، ثم الحفاظ على الفرشة المائية، وذلك طبقا للتوجيهات الملكية السامية، مشيرا إلى أن الحكومة تركز على مردودية القنوات وسبل تدبير الماء الموجود بها، موضحا إلى أن مجهود المواطن وحده لا يكفي سواء فيما يتعلق بالماء الصالح للشرب أو بالمجال الفلاحي.
مكافحة الإجهاد المائي بالدار البيضاء تتطلب مجموعة من التدابير قصيرة وطويلة المدى
كشفت السيدة رئيسة مجلس مدينة الدار البيضاء، أنه وفي إطار إيجاد حلول آنية ومستعجلة للماء، يناقش المجلس الجماعي مع كافة الشركاء موضوعه بشكل أسبوعي، مشيرة إلى أنه ومع مضمون الخطاب الملكي الذي خصصه للماء في افتتاح البرلمان، فإن مكافحة الإجهاد المائي بمدينة الدار البيضاء تتطلب مقاربة شاملة ومجموعة من التدابير قصيرة وطويلة المدى على غرار :
- إعادة استخدام المياه العادمة لاستعمالها في المساحات الخضراء وملاعب الكولف وللري وللصناعة، حيث أكدت عمدة الدار البيضاء وجود برنامج استعجالي على مستوى المدينة لإنجاز ثلاث محطات في القريب العاجل.
-تنويع مصادر إمداد المياه للساكنة من خلال إنشاء بنيات تحتية جديدة لتحلية مياه البحر.
-التوعوية والتثقيف والتحسيس، حيث اشارت عمدة المدين إلى أن المجلس أصبح ملزما بوضع برنامج استراتيجي للتوعية لمستخدمي المياه، خاصة وأن 70 ٪ من المياه الصالحة للشرب تذهب للساكنة، مؤكدة على أهمية القيام بحملات توعوية لإعلام سكان المدينة بضرورة الاقتصاد على الماء.
وذكرت السيدة رئيسة مجلس مدينة الدار البيضاء، أن الاستعمال اليومي لسكان المدينة يصل إلى أزيد من 524 ألف متر مكعب من المياه، وهو ما بتطلب عملا جبارا، على اعتبار أن هذه هي النسبة هي الأغلى على الصعيد الوطني، وهو ما يتطلب إعادة تدوير هذه المياه لاستعمالها في السقي خاصة وأن بالمدينة حوالي 500 هكتار تتطلب السقي بشكل يومي.
ومن جانبه، أوضح رئيس مجلس الجهة الدار البيضاء- سطات، السيد عبد اللطيف معزوز، أنه ومن أجل مواجهة الإجهاد المائي بادرت الجهة إلى إطلاق عدة مشاريع وبرامج بشراكة مع قطاعات حكومية من أجل تزويد مختلف المناطق بالماء الشروب، موضحا أن هذه المجهودات، التي رصدت لها مبالغ مالية مهمة، تتطلب تعبئة كبيرة من الجميع، من أجل تسريع وتيرة الإنجاز من خلال تبسيط المساطر بغية إنجاز مختلف المشاريع والبرامج.
كما تدخل مسؤولي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بخصوص المشاريع الحالية والمستقبلية لضمان الماء الشروب بجهة الدار البيضاء-سطات.