تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تنظيم لقاء تواصلي ببركان حول تأمين مياه السقي عبر تحلية مياه البحر بجهة الشرق

تنظيم لقاء تواصلي ببركان حول تأمين مياه السقي عبر تحلية مياه البحر بجهة الشرق

تم يوم أمس الخميس ببركان، تنظيم لقاء تحسيسي وتواصلي لفائدة الفلاحين حول مشروع الري عن طريق تحلية مياه البحر بالناظور، وذلك بمبادرة من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية.

وشكل هذا اللقاء، الذي نُظم بشراكة مع المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لجهة الشرق، حول موضوع “مشروع تأمين مياه الري عن طريق تحلية مياه البحر بحوض ملوية السفلى”، مناسبة للنقاش مع الفلاحين والمهنيين حول رهانات وأهمية هذا المشروع الذي سيمكن من تعزيز صمود الفلاحة بالجهة، وحماية التربة والموارد المائية.

وأكد المتدخلون على أهمية مشروع تأمين الري بحوض ملوية انطلاقا من مشروع تحلية مياه البحر بالناظور، والذي بصدد الإنجاز، مؤكدين في هذا السياق على الطلب المتزايد على مياه الري، في ظل ظرفية متسمة بالجفاف وندرة الموارد المائية بسبب التغيرات المناخية وتأثيراتها على القطاع الفلاحي. وأبرزوا أن هذا المشروع الهيكلي، سيفتح آفاقا واعدة لفلاحة مسقية أكثر مردودية وتنافسية واستدامة بالجهة.

وأشاروا في هذا الصدد، إلى أنه، ولمواجهة ندرة الموارد المائية التقليدية في الجهة، والحفاظ على مكتسبات الفلاحة المسقية بحوض ملوية السفلى، قامت السلطات العمومية بوضع حلول هيكلية، من بينها هذا المشروع، وذلك لتعزيز وتنويع العرض المائي وترشيد استعمالات المياه.

وأوضح مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، محمد يعقوبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء يندرج في إطار سلسلة الأيام التحسيسية التي يتم تنظيمها بمختلف مجالات حوض ملوية السفلى، وتهدف إلى التحسيس والتوعية بأهمية تأمين مياه السقي من خلال محطة تحلية مياه البحر بالناظور، إلى جانب التعريف بأهداف المشروع ومراحله وكذا التزامات الأطراف المتعاقدة.

وفي هذا السياق، أكد السيد اليعقوبي أن هذا المشروع الاستراتيجي يُعد نقلة نوعية للقطاع الفلاحي بحوض ملوية، مذكرا بأنه خلال المواسم الفلاحية الـ15 الأخيرة، لم يحصل هذا القطاع في الجهة سوى على 20 في المائة فقط من حاجياته من المياه.

ودعا السيد اليعقوبي الفلاحين إلى الانخراط بشكل واسع في هذا المشروع، الذي من شأنه أن يستجيب بفعالية لحاجيات القطاع الفلاحي من مياه السقي، ويضمن استدامته، مبرزا أن محطة تحلية مياه البحر بالناظور، والتي ستُعد من أكبر المحطات على الصعيد الوطني، ستنتج حوالي 300 مليون متر مكعب من المياه سنويا، منها 160 مليون متر مكعب ستُخصص للري، وذلك على عدة مراحل.

من جهته، أشار قاسمي حسين، رئيس تعاونية ازدهار للتنمية المستدامة، إلى أن هذا اللقاء، الذي جمع فلاحين وممثلين عن الجمعيات المهنية وأعضاء من الغرفة الفلاحية، يكتسي أهمية كبيرة، باعتباره تناول موضوعا بالغ الأهمية للجهة، وهو تأمين مياه السقي عبر تحلية مياه البحر.

وأضاف أنه بعد عدة سنوات متتالية من الجفاف، أصبحت مسألة التزويد بالماء مصدر قلق رئيسي، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيمكن من تزويد الجهة بالماء الصالح للشرب، مع تخصيص جزء منه لتلبية حاجيات القطاع الفلاحي، بما يضمن استمرارية النشاط الزراعي بالجهة ويشجع الفلاحين.

وأشار إلى أن الفلاحين في الجهة، الذين يأملون أن يكون الماء المحلى متاحا بسعر معقول، عازمون على بذل كل جهد ممكن لضمان نجاح واستمرارية هذا المشروع الذي سيكون بمثابة رافعة قوية للانتقال إلى الزراعة الحديثة.