تقرير دولي: الماء والفلاحة عاملان محفّزان من أجل تحقيق السلام والاستقرار
تعتبر الفلاحة التي تستهلك نسبة 72 في المائة من كميات المياه العذبة المسحوبة على مستوى العالم، أحد العناصر الرئيسية لتعزيز السلام والأمن الدائمين. وفي الواقع، تشكّل الفلاحة حجر الزاوية للسلام والاستقرار، وتضمن الأمن الغذائي واستدامة سبل العيش، خاصة في صفوف الفئات السكانية الأضعف.
ومع ذلك، فإن أساس الأمن الغذائي ذاته يتعرض لتهديد مستمر بسبب النزاعات والاضطرابات.
وبما أنّنا نسعى إلى إطعام سكان العالم الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، سوف يتعين أن يزيد الإنتاج الزراعي بنحو 50 في المائة مقارنة بعام 2012. ويعتمد تحقيق هذا الهدف إلى حد كبير على الابتكارات في مجال إدارة المياه، بما في ذلك الري وتجميع المياه، وكذلك في الممارسات الزراعية المستدامة.
ومع وجود أكثر من 3 مليارات شخص يعيشون في مناطق تعاني من الإجهاد المائي، يعدّ تحسين كفاءة استخدام المياه الزراعية أمرًا بالغ الأهمية.
وتُعتبر الحوكمة المسؤولة لحيازة المياه أمرًا ضروريًا أيضًا من أجل ضمان حصول الجميع على المياه بشكل منصف، من دون ترك أي أحد خلف الركب. فهي تساعد في تخفيف النزاعات وتعزيز تماسك المجتمع. ويُعدّ الاعتراف بالحقوق العرفية وغير الرسمية في استخدام المياه أمرًا أساسيًا في هذا المسعى، ذلك أنّه يعزّز الإنصاف ويساعد في تخفيف التوترات بين القطاعات أو المجتمعات المحلية.
وتمحور اليوم العالمي للمياه هذا العام حول العمل سويةً من أجل تحقيق التوازن بين احتياجات الجميع لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب، وجعل المياه عاملًا محفّزًا لتحقيق عالم أكثر سلامًا وازدهارًا للجميع.