تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

وكالة الحوض المائي لملوية تدعو لترشيد استعمال المياه في السقي وتعزيز المراقبة الميدانية

وكالة الحوض المائي لملوية تدعو لترشيد استعمال المياه في السقي وتعزيز المراقبة الميدانية

نظمت وكالة الحوض المائي لملوية، بشراكة مع عمالة إقليم فجيج، لقاءً تحسيسياً وتشاركياً بمقر عمالة إقليم فجيج ببوعرفة، يوم الخميس 23 أكتوبر 2025، حول أهمية ترشيد استعمال الموارد المائية في السقي ومراقبة الملك العمومي المائي. ويأتي هذا اللقاء في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 – 2027، واستراتيجية الوكالة الرامية إلى تعزيز التدبير الأمثل للمياه وحماية هذه الثروة الحيوية.

يهدف هذا اللقاء إلى توعية مستعملي المياه والفلاحين بضرورة الاقتصاد في استعمال الماء والمحافظة عليه، مع التحسيس بخطورة الاستغلال المفرط لهذه المادة الحيوية التي تشكل أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي كلمته الافتتاحية، أبرز عامل إقليم فجيج المؤهلات الطبيعية والسياحية التي يزخر بها الإقليم، بما في ذلك واحات النخيل والموروث الثقافي المتنوع، إضافة إلى المنشآت المائية والسدود المبرمجة. وأكد أن تدبير الماء يمثل عنصراً محورياً في المنطقة، باعتباره موروثاً يعكس العلاقة القوية بين الإنسان ومجاله الطبيعي.

وأشار إلى أن تدبير الموارد المائية بالإقليم يواجه تحديات كبرى، من بينها تراجع الواردات المائية وانخفاض مستوى الفرشات وتناقص صبيب العيون، نتيجة التأثير السلبي للتغيرات المناخية. ولمواجهة هذه التحديات، دعا إلى اعتماد مقاربة مندمجة تقوم على تقييم الموارد المائية، وتحديد الحاجيات الحالية والمستقبلية، ووضع خطة عمل لتعبئة موارد جديدة، من خلال التسريع بإنجاز السدود والسدود التلية، ومنشآت تجميع مياه الأمطار، والتطعيم الاصطناعي للفرشات، إضافة إلى إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة واعتماد أنظمة الري الموضعي المقتصدة في الماء.

 

 

من جانبها، أكدت مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، نرجس العمرتي، أن تدبير المياه أصبح اليوم أولوية وطنية، وأن المقاربة الاستباقية ضرورية لضمان استدامة الموارد المائية وصون الحق في التمتع بها لفائدة الأجيال الحالية والمقبلة. وشددت على أهمية نشر ثقافة واعية وملتزمة بترشيد استعمال الماء، والتصدي لكل أشكال الترامي وسوء الاستعمال، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية.

وأضافت أن اللقاء يشكل فرصة لتأكيد أهمية التدبير العقلاني للمياه في القطاع الفلاحي، والتحسيس بضرورة الالتزام بالقوانين المنظمة لاستعمال الملك العمومي المائي، مع تقديم مساطر المراقبة والزجر التي تضمن حسن تدبير هذه الموارد. كما يمثل اللقاء مناسبة لتعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين وتبادل الخبرات حول الممارسات الجيدة في مجال السقي المقتصد للماء، بما يساهم في تحسين المردودية الفلاحية والمحافظة على التوازن البيئي.

وقد شهد اللقاء حضور عدد من الفاعلين المحليين من سلطات ومنتخبين ومؤسسات عمومية وفلاحين وممثلي المجتمع المدني، وتم خلاله تقديم عروض حول ترشيد استعمال المياه في السقي، ومراقبة الملك العمومي المائي، بالإضافة إلى شهادات لفلاحين حول تجارب ناجحة في الري بالتنقيط.

واختتم اللقاء بالتأكيد على ضرورة تفعيل آليات المراقبة وتعزيز الجهود الميدانية لحماية الملك العمومي المائي، عبر حكامة فعالة ترتكز على التشاور والتنسيق بين مختلف المتدخلين، من شرطة المياه والشرطة البيئية والسلطات القضائية، بهدف ضمان تدبير مستدام ومسؤول للموارد المائية في إقليم فجيج.