وسط إجلاء آلاف السكان.. فيضانات موسمية مدمّرة تجتاح باكستان وتخلّف خسائر مادية كبيرة

تواجه باكستان واحدة من أشد موجات الفيضانات الموسمية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، حيث أعلنت السلطات أن الفيضانات الأخيرة ألحقت أضرارًا جسيمة بأكثر من 28 مقاطعة، مما أدى إلى تدمير واسع للمنازل والبنية التحتية ونزوح آلاف السكان. وتواصل فرق الإنقاذ والإغاثة عملياتها في محاولة للوصول إلى المتضررين في المناطق المنكوبة، رغم صعوبة الظروف وارتفاع منسوب المياه في العديد من الأنهار الرئيسية.
ورغم بدء تراجع المياه في بعض مناطق جنوب البنجاب مثل جلالبور بيروالا وأليبور، لا تزال السلطات تواصل عمليات الإجلاء على طول أنهار تشيناب ورافي وسوتليج، حيث بلغ عدد الذين تم إجلاؤهم أكثر من 12 ألف شخص، في عملية وُصفت بأنها من بين الأكبر في التاريخ الحديث بمشاركة أكثر من 1500 قارب إنقاذ. وقد كانت مقاطعات "ملتان" و"مظفر جاره" و"رحيم يار خان" من بين الأكثر تضررًا، حيث تم إنقاذ آلاف السكان من منازلهم الغارقة تحت مياه الفيضانات.
كما شملت عمليات الإجلاء مناطق أخرى مثل لودهران وبهاوالبور وكاسور، ما يعكس اتساع رقعة الكارثة. وأفادت هيئة إدارة الكوارث في البنجاب بأن الفيضانات أودت بحياة أكثر من 100 شخص، وأجبرت حوالي 2.5 مليون شخص على النزوح من منازلهم، تاركين خلفهم ممتلكاتهم ومحاصيلهم التي جرفتها المياه. وأكد سكان محليون أن الفيضانات لم تدمر فقط المنازل والحقول، بل تسببت أيضًا في خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية، حيث لم يتمكن كثير من المزارعين من إنقاذ ماشيتهم قبل اجتياح المياه الجارفة.