تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

زراعة الزيتون بجهة بني ملال-خنيفرة.. صمودٌ في وجه شُحّ المياه والتغيرات المناخية

زراعة الزيتون بجهة بني ملال-خنيفرة.. صمودٌ في وجه شُحّ المياه والتغيرات المناخية

تسعى جهة بني ملال-خنيفرة للحفاظ على مكانتها كأكبر مُزَوِّد لزيت الزيتون على المستوى الوطني، وسط تحديات ندرة المياه وتغيرات المناخ. إذ انطلق الموسم الجديد للزراعة تحت شعار "الصمود في مواجهة نقص الموارد المائية"، ويُتوقع أن يصل إنتاج الزيتون هذا الموسم إلى حوالي 96 ألف طن، بزيادة 18% مقارنة بالموسم السابق.

يواجه قطاع الزيتون تحديات كبيرة نتيجة لسنوات الجفاف المتعاقبة وقلة الأمطار، لكن مبادرات الري التكميلي التي يشرف عليها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة قد ساهمت في دعم استدامة الإنتاج. وتضمنت هذه المبادرات 6 عمليات للري التكميلي تهدف إلى تقليل آثار قلة التساقطات المطرية، حيث استفاد القطاع من الأمطار والثلوج الأخيرة التي زادت من نسبة ملء السدود بالجهة، بما في ذلك سد بين الويدان وسد أحمد الحنصالي.

يمثل قطاع الزيتون حوالي 73% من مساحة الأشجار بالجهة، ويغطي مساحة تزيد عن 67 ألف هكتار في المناطق السقوية، فيما تتركز نسبة أخرى بالمناطق البورية. وقد استفاد القطاع من مشاريع الري الموضعي، حيث توسعت المساحات المزروعة باستخدام الري الحديث من 750 هكتار إلى 8800 هكتار، مما ساهم في زيادة كفاءة استغلال الموارد المائية.

كما يتميز زيت الزيتون المنتج في الجهة بجودته العالية ونكهته المميزة، خاصةً صنف "البيكولين" المغربي، الذي يمثل 85% من المساحة المزروعة. وعلى الرغم من التحديات، يظل الطلب على زيت الزيتون المحلي مرتفعاً بفضل جودته وخصائصه التي تجعله يقاوم الظروف المناخية الصعبة.

وفي إطار تعزيز القطاع، تعمل المديرية الجهوية للفلاحة بالتعاون مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي على تنفيذ مشاريع طموحة لدعم وحدات عصر الزيتون والتعاونيات الزراعية، ضمن استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030".